والأسماء التي تدل على الكمال والفضيلة في الأشياء التي لدينا ، منها ما يدل على ما هو للشيء في ذاته ، لا من حيث هو مضاف إلى شيء آخر خارج عنه ، مثل الموجود الواحد والحيّ؛ ومنها ما يدل على ما هو للشيء بالاضافة إلى شيء آخر خارج عنه ، مثل العدل والجوّاد. وهذه الأسماء ، أما فيما لدينا ، فإنها تدل على فضيلة وكمال ، تكون اضافته إلى شيء آخر خارج عنه جزءا من ذلك الكمال حتى تكون تلك الاضافة جزءا من جملة ما يدل عليه بتلك الأسماء ، بأن يكون ذلك الاسم ، أو بأن تكون تلك الفضيلة وذلك الكمال قوامه بالاضافة إلى شيء آخر (١). وأمثال هذه الأسماء ، متى نقلت وسمي بها الأول ، قصدنا أن يدل بها على الاضافة التي له إلى غيره بما فاض منه من الوجود ، فينبغي أن لا نجعل الاضافة جزءا من كماله ، ولا أيضا نجعل ذلك الكمال ، المدلول عليه بذلك الاسم ، قوامه بتلك الاضافة ، بل ينبغي أن ندل به على جوهر وكمال تتبعه ضرورة تلك الاضافة. وعلى أن قوام تلك الاضافة بذلك الجوهر ، وعلى أن تلك الاضافة تابعة لما جوهره ذلك الجوهر الذي دلّ عليه بذلك الاسم (٢).
_________________
١) في الأشياء التي لدينا تدل الأسماء إما على ما هو للشيء في ذاته ، وإما على ما هو للشيء بالاضافة إلى غيره.
٢) بالنسبة لله هذه الأسماء تدل على الاضافة التي له إلى العالم. ـ ولكن ليست الاضافة جزءا من كمال الله ولا يقوم كمال الله بتلك الاضافة.