الفصل العاشر
في بيان تأويل أحاديث السهو
قد عرفت أنّها ضعيفة بالنسبة إلى معارضاتها ، فتعيّن صرفها عن ظاهرها لتوافق الحقّ الصحيح ، والنصّ الصريح ، فإنّ في الأحاديث محكماً ومتشابهاً ، ولا شكّ في وجوب ردّ المتشابه إلى المحكم ، وانّما وقعت الفتن الدينية والاختلافات في المسائل الشرعيّة غالباً بسبب الغفلة عن المعارض ، أو بسبب اشتباه المحكم بالمتشابه.
وقد روى رئيس المحدّثين في عيون الأخبار في باب الأخبار المتفرّقة عقيب باب هاروت وماروت عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، [ عن أبيه ، ] (١) عن أبي حيون مولى الرضا عليه السلام عن الرضا عليه السلام قال : من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم.
ثمّ قال : إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ، ومحكماً كمحكم القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها
__________________
(١) ليس في « ب ، ج ».