الفصل الحادي عشر
|
في الجواب عن استدلال ابن بابويه في الكلام السابق ، وعن أحاديث السهو بالتفصيل |
|
وقد صار ذلك واضحاً ، لكنّا نزيده توضيحاً فنقول :
أمّا الخبر الّذي أورده عن سعيد الأعرج فلا يفهم وقوع سهو حقيقي واقعي من الرسول صلّى الله عليه وآله ، بل يظهر منه إنّ تلك الواقعة لم تكن من قسم السهو الواقع منه ، بل هي من الله ، وحينئذٍ فهو دالّ على مطلبنا ، لا على مطلبكم ، لأن فيه تنزيهاً للرسول عن السهو ، ونسبته إلى الله ، ومعلوم انّ وقوع هذا الفعل من الله ؛ أمّا أن يكون بطريق الأمر به ، أو الجبر عليه ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) (١).
وعلى كلّ حال لا سهو ، وكذلك النوم ، بل ذكر لفظ أنام رسوله أوّلاً ، ثمّ لفظ أسهاه ثانياً يدلّ على إنّ الحكم في المقامين واحد ، وانّه لا اختيار له في
__________________
(١) سورة مريم : ٦٤.