تذنيب
قال بعض المحقّقين من المتأخّرين : قد روي ما يدلّ على وقوع السهو من الرسول صلّى الله عليه وآله من طريق العامّة مع اضطراب في المتن واختلاف فيه ، ففي رواية إنّ ذا اليدين قال له : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال : كل ذلك لم يكن. فقال له : بعض ذلك قد كان (١).
وفي صحيح البخاري (٢) انّه قال في الجواب : لم تقصر ولم أنس.
وفي الصحيحين (٣) انّه لما قال له الخرباق وشهد له (٤) بعض الصحابة ، قام صلّى الله عليه وآله يجرّ ردائه فدخل الحجرة ، ثمّ خرج عليهم ، ثمّ صلّى ركعتين ، فسلّم ، ثمّ سجد للسهو سجدتين.
وقد وقع منهم في نقل القصّة اضطراب ، فتارة نقلوا انّه كان في صلاة الظهر ، وتارة في صلاة العصر ، وهذه الأحاديث الّتي من طرق العامّة بافترائهم عليه من وجوه :
الأوّل : الاضطراب المذكور في القصّة والمتن.
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ١٢٣، صحيح مسلم ١ : ٤٠٣ ح ٥٧٣، سنن النسائي ٣ : ٢٠ ـ ٢٥، سنن أبو داود ١ : ١١٨ ـ ١٢٢ ح ٤٣٥ ـ ٤٤٧.
(٢) صحيح البخاري ١ : ١٧٥.
(٣) صحيح البخاري ١ : ١٢٤ ، صحيح مسلم ١ : ٤٠٣.
(٤) في ب : عليه ، وفي د : له عليه.