الفصل الخامس
|
فيما يدل على نفي الخطأ والغلط والسهو والشكّ والنسيان عن النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام مطلقاً ، من الأدلّة العقليّة وإن كان بعضها منضمّاً إلى مقدّمة نقليّة وذلك وجوه : |
|
الأوّل :
أنّه لو جاز شيء من ذلك عليهم لزم التنفير عنهم ، وعدمم قبول أقوالهم وأفعالهم وهو نقض للغرض ، ولا يقال : كيف يلزم التنفير ولم يحصل لمجوّزي السهو عليهم في العبادة ؟ لانّا نقول : تنفير الأكثر أو البعض كاف ، وهو معارض لوجوب العصمة ، مع أنّ من لا يقول بها لا ينفر منهم.
وهذا الوجه استدلّ به السيد المرتضى (١) وغيره وأوردوا له نظيراً وهو : انّ عبوس الوجه عند حضور الطعام منفر عن أكله ، ومع ذلك ليس بمانع منه ، لأنّ
__________________
(١) تنزيه الأنبياء : ١١٩.