مقدّمة التحقيق
الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصّلاة والسلام على خير الأنام محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، وأصحابه المنتجبين ، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
لقد كانت العصمة ولا تزال معركة لآراء الباحثين والعلماء منذ العصر الاسلامي الأول ، بل منذ الأيّام الاُولى لبعثة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله حيث بدأت عملية التشكيك بعصمة الرسول صلّى الله عليه وآله ، والتي أخذت طرقاً وأساليب مختلفة وعلى شكل اشاعات مغرضة مخطط لها مسبقاً ، وبلغت قمة التشكيك بالعصمة في ذلك اليوم المشؤوم الذي حال فيه الفاروق بين الرسول والكتاب الذي أراد كتابته للاُمّة حتى لا تضلّ بعده ، فقال عمر : انّ الرسول ليهجر ! فنسب الهجر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى.
وقبل أن نعرج إلى بعض هذه الشائعات ومعرفة السبب الحقيقي الذي دفع القوم للتشكيك بعصمة الرسول ، بل والصاق بعض الأعمال به لا تليق بأبسط الناس. لنتحدّث قليلاً عن المعنى اللغوي والاصطلاحي للعصمة.
يقول ابن منظور : العصمة في كلام العرب
المنع ... وهذا طعام يعصم :