وفناء ما كان له وقت وعدة وإنما يأتي أمر الله بغتة فإذا جاء فلا استعتاب ولا رجعة ولا امتناع منه بجلد ولا قوة الجاحظ قال قالت امراة الحطيئة للحطيئة حين تحول عن بني رياح الى بني كليب بئس ما استبدلت من بني رياح بعر الكبش تريد بذلك انهم متفرقون لأن بعر الكبش يقع متفرقا
(اخبار مواجن النساء ونوادرهن وجواباتهن)
اخبرني عبد الله بن أحمد العبدي قال أخبرني أبو حبيب السامي قال كان بالبادية غلام يقال له يزيد المقرط وكان يتعشق جارية يقال لها الذلفاء وإنما سمي المقرط لأن أمه كانت نذرت ان لا تنزع القرط عنه إلا بمكة وانه تراخى به الحج حتى انتهى والتحى والقرط عليه وانه واعد الذلفاء ان يصير إليها في سواد الليل قالت فإذا جئت فمن وراء الخباء ثم حرك النضد فإني اخرج اليك فجاء على راحلته حتى إذا صار من الحي بنجوة اناخها ثم اتى الخباء فحركه فقالت له جئت قال نعم قالت ادخل فادخلته من وراء الخباء ودثرته بالنضد ثم صاحت صيحة منكرة فوثب ابوها واخوها فقالوا ما لك قالت شئ ضربني في يدي فاقبلوا يعوذونها ويرقونها وهي تصيح وشيخ من ناحية الماء يسمع فلما طال ذلك بها اتاها الشيخ فرقا لها في الماء ثم قال لهم اسقوها اياه فشربت فلم تهدأ انتها فقال لقد رقيتها برقية العقرب ولا أظن الذي ضربها عقربانا فافترقوا عنها وقال لها اخوها اصبري أخية صبرك الله فلما تفرقوا حركت النضد برجلها وقالت اخرج وكانت بكر فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة ودفع صاحت فجعل أخوها يقول اصبري أخية اجمل بك واكرم لك فلم تزل على حالها وخرج