فاما ما ذكرت من قتل ابن الاشعث فلعمري لقد استفحل عليك ووالى الهزائم حتى غوثت فلو لا ان أمير المؤمنين نادى في الشام وأنت في اضيق من القرن فاظلتك رماحهم ونجاك كفاحهم لكنت ضيق الخناق ومع هذا ان نساء امير المؤمنين قد نفضن العطر من غدائرهن والحلي من ايديهن وارجلهن فبعثنه في أعطية أوليائه وأما ما نهيت عنه أمير المؤمنين من قطع لذاته وبلوغ اوطاره من نسائه فإن كن ينفرجن على مثل امير المؤمنين فهو غير مجيبك الى ذلك وان كن ينفرجن على مثل ما انفرجت عنه امك فما احقه أن يقتدي بقولك قاتل الله الذي يقول إذ نظر اليك وسنان غزالة الحرورية بين كتفيك
أسد علي وفي الحروب نعامة |
|
ربذاء تفزع صفير الطائر |
هلا برزت الى غزالة في الوغى |
|
بل كان قلبك في جناحي طائر |
صدعت غزالة قلبه بفوارس |
|
تركت مناظره كأس الدائر |
ثم امرت جارية لها فاخرجته فدخل على الوليد فقال ما كنت فيه يا حجاج قال يا أمير المؤمنين ما سكتت حتى ظننت نفسي قد ذهبت وحتى كان بطن احب الي من ظهرها وما ظننت ان امرأة تبلغ بلاغتها وتحسن فصاحتها قال انها بنت عبد العزيز (وقال) ابن الاعرابي عن المفضل الضبي قال قالت الجمانة بنت قيس بن زهير العبسي لابيها لما شرق ما بينه وبين الربيع ابن زياد في الدرع دعني اناظر جدي فإن صلح الامر بينكما وإلا كنت من وراء رأيك فاذن لها فأتت الربيع فقالت إذا كان قيس أبي فانك يا ربيع جدي وما يجب له من حق الابوة علي إلا كالذي يجب عليك من حق البنوة لي والرأي الصحيح تبعثه العناية وتجلى عن محضه