منها لمخالفتها فعركها بالعزم الشديد حتى اجابت وبالراي الجليد حتى انقادت فاقام فيها دعائم الاسلام وقواعد السنة الجارية ورواسي الاثار الماضية واعلام اخبار النبوة الطاهرة وظل خميصا من بهجتها قاليا لاثاثها لا يرغب في زبرجها ولا تطمح نفسه الى جدتها حتى دعي فأجاب ونودي فاطاع على تلك من الحال فاحتذى في الناس باخيه فاخرجها من نسله وصيرها شورى اخوته فباي افعاله تتعلقون وباي مذاهبه تتمسكون ابطرائقه القويمة في حياته ام بعدله فيكم عند وفاته الهمنا الله واياكم طاعته وإذا شئتم ففي حفظ وكلاأته
(كلام اروى بنت الحارث ابن عبد المطلب رحمة الله عليها)
روى ابن عائشة عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن انس بن مالك قال دخلت اروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيرة فلما رآها قال مرحبا بك يا عمه قالت كيف أنت يا ابن اخي لقد كفرت بعدى بالنعمة واسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك واخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الاسلام ولقد كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم فاتعس الله منكم الجدود واصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق الى اهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت اعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم وصار ابن عم سيد المرسلين