وأخبرناه أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو منصور المقرئ ـ ببغداد ـ بن شكرويه ، وأبو بكر بن السمسار ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن عبد الله [بن خرشيد قوله](١) ، أنبأ الحسين (٢) بن إسماعيل المحاملي (٣) ، نا فضل (٤) الأعرج أبو عاصم ، عن محمد بن عمران قال : حدثتني جدتي صفية بنت شيبة قالت : ولد لي غلام فسميته محمدا وكنيته أبا (٥) القاسم فزعموا (٦) أن ذلك يكره ، فقالت عائشة : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا وكنيّته أبا القاسم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أحلّ اسمي وحرم كنيتي وأحل (٧) كنيتي وحرم اسمي» [٥٥٣].
فذهب مالك إلى الأخذ بهذا.
فيما أخبرنا أبو القاسم الشحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال : قال حميد بن زنجويه في كتاب الأدب سألت (٨) ابن أبي أويس ما كان مالك يقول في الرجل يجمع اسم النبي صلىاللهعليهوسلم وكنيته؟ فأشار إلى شيخ جالس معنا فقال هذا محمد بن مالك سماه محمدا وكناه أبا القاسم ، وكان يقول إنما نهي عن ذلك في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم كراهية أن يدعى أحد باسمه أو كنيته فيلتفت النبي صلىاللهعليهوسلم. فأما اليوم فلا بأس بذلك (٩).
وذهب الشافعي إلى أن ذلك لا يجوز.
كذلك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي (١٠) ، أنا أبو عبد الله
__________________
(١) الزيادة عن المطبوعة.
(٢) بالأصل وخع «الحسن» تحريف ، والصواب «الحسين» انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ١٩ والأنساب (المحاملي).
(٣) هذه النسبة ـ بفتح الميم والحاء ـ إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة ، (الأنساب ، وذكر السمعاني فيمن انتسب إليها القاسم وأبا عبد الله الحسين ابني إسماعيل ...).
(٤) بالأصل وخع «فضيل» تحريف ، والمثبت عن تقريب التهذيب ، وهو فضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي.
(٥) عن خع وبالأصل «أبو».
(٦) بالأصل وخع : «وعمروا» والمثبت عن المطبوعة.
(٧) كذا وردت العبارة في الأصل وخع ، وفي المطبوعة : وما حرم كنيتي وأحل اسمي.
(٨) بالأصل وخع : «فسألته من أبي أويس» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٢ / ١٥.
(٩) السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٣١٠.
(١٠) السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٣٠٩.