روى عبد اللّه بن أبي بكر العتكي انّ أبا الخلاّل العتكي دخل على عقبة بن مسلم والسيد عنده ، وقد أمر له بجائزة ، وكان أبو الخلاّل شيخ العشيرة وكبيرها ، فقال له : أيُّها الأمير ، أتعطي هذه العطايا رجلاً ما يَفتُرُ عن سبّ أبي بكر وعمر! ، فقال له عقبة : ماعلمت ذاك ولا أعطيته إلاّ على العشرة والمودة القديمة وما يُوجبه حقُّه وجواره مع ما هو عليه من موالاة قوم يلزمنا حقُّهم ورعايتهم.
فقال له أبو الخلاّل : فمره إن كان صادقاً أن يمدح أبا بكر وعمر حتى نعرف براءته مما ينسب إليه من الرفض ، فقال : قد سمعك ، فإن شاء فعل ، فقال السيد :
إذا أنا لم أحفظ وصاة محمد |
|
ولا عهده يوم الغدير المؤكّدا |
فإنّي كمن يشري الضّلالة بالهدى |
|
تنصَّر من بعد التّقى وتهوّدا |
ومالي وتيم أو عديَّ وانّما |
|
أُولو نعمتي في اللّه من آل أحمد |
تتم صلاتي بالصلاة عليهم |
|
وليست صلاتي بعد أن أتشهدا |
بكاملة إن لم أصلِّ عليهم |
|
وأدعُ لهم ربّاً كريماً ممجَّدا |
بذلت لهم ودّي ونصحي ونصرتي |
|
مدى الدهر ما سمّيت ياصاح سيداً |
وإنّ امراً يلحى على صدق ودّهم |
|
أحقّ وأولى فيهم أن يُفنّدا |
فإن شئت فاختر عاجل الغم ضِلّةً |
|
وإلاّ فأمسك كي تصان وتُحمدا |
ثمّ نهض مغضباً ، فقام أبو الخلاّل إلى عُقبة ، فقال : أعِذْني من شرِّه ، أعاذك اللّه من السوء أيّها الأمير.
قال : قد فعلت على ألاّ تعْرضَ له بعدها. (١)
__________________
١ ـ الأغاني : ٧ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.