أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن [أبي] الدنيا ، حدثني أبي ، نبأنا موسى بن داود ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة قال : دخل حدير الأسلمي على أبي الدّرداء يعوده ، وعليه جبة من صوف ، وقد عرق فيها وهو نائم على حصير. فقال : يا أبا الدّرداء ما يمنعك أن تلبس من الثياب التي يكسوك معاوية ، وتتخذ فراشا؟ قال : إن لنا دارا لها نعمل وإليها نظعن ، والمخفّ فيها خير من المثقل ، انتهى (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنبأنا هبة [الله] بن إبراهيم بن عمر ، نبأنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل (٢) ، أنبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد ، قال : ذكر عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نبأنا الوليد بن مسلم ، حدثني صخر بن جندلة أنه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي فروة حدير السّلمي قال : حضرت بعث الصّائفة في آخر خلافة عثمان بن عفان وقد كان كعب أوقع اسمه في البعث فأمر بإخراجه ، وهو مريض ، فقيل له : إنك مريض ، فقال : أخرجوني في البعث فو الله لأن أموت بحرستا أحبّ إليّ من أن أموت بدمشق ولأن أموت بدومة أحبّ إليّ من أن أموت بحرستا هكذا قدما في سبيل الله عزوجل. قال أبو فروة : فأخرجناه فمات حين انتهينا إلى حمص ، انتهى. كذا قال أبو فروة ، والصّواب أبو فوزة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه ، نبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نبأنا محمّد بن عائذ ، أخبرنا الوليد ، عن صخر بن جندلة أنه حدّثه عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن [أبي] فوزة حدير السّلمي ، قال : خرج بعث الصّائفة فاكتتب فيه كعب ، فلما انفر البعث أخرج كعب وهو مريض ، وقال : لأن أموت بحرستا ، أحبّ إليّ من أن أموت بدمشق ، ولأن أموت بدومة أحبّ إلي من أن أموت بحرستا ، هكذا قدما في سبيل الله عزوجل. قال : فمضى فلما كان بفجّ معلولا (٣) قلت : أخبرني ، قال : شغلتني
__________________
(١) الخبر في ابن العديم ٥ / ٢١٤٢.
(٢) في ابن العديم ٥ / ٢١٤١ : أحمد بن محمد بن إسماعيل.
(٣) معلولا : إقليم من نواحي دمشق له قرى ، عن أبي القاسم الحافظ (معجم البلدان).