دلائل البعث والنبوّة. ثم سلى نبيه صلىاللهعليهوسلم بقوله (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ) وقوله (مِنَ الرُّسُلِ) بيان لأن جميع الرسل أرباب عزم وجد في تبليغ ما أمروا بأدائه ، أو هو للتبعيض فنوح صبر على أذى قومه ، وإبراهيم على النار وذبح الولد ، وإسحق على الذبح ، ويعقوب على فراق الولد ، ويوسف على السجن ، وأيوب على الضر ، وموسى على سفاهة قومه وجهالاتهم ، وأما يونس فلم يصبر على دعاء القوم فذهب مغاضبا ، وقال الله تعالى في حق آدم (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) [طه: ١١٥] (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) أي لا تدع لكفار قريش بتعجيل العذاب فإنه نازل بهم لا محالة وإن تأخر ، وإنهم يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا حتى ظنوا أنها ساعة من نهار (هذا) الذي وعظهم به كفاية في بابه وقد مر في آخر سورة «إبراهيم» عليهالسلام.