تقرر في المعقول والأصول أن العناية الأزلية هي الكفاية الأبدية ، ولهذا كانت الأمور بخواتيمها «وكل ميسر لما خلق له» (١) فلو لم يكن للشخص سعادة مقدرة في الأزل لم تفده الطاعة ثلاثين ألف سنة وأكثر ، فإنزال القرآن في هذه الليلة عبارة عن الإحصاء في اللوح المحفوظ والإمام المبين ، وهو في وقت صدور الروح الأعظم والملائكة المقربين بسبب كل أمر هو كن من غير توسط مادة ومدة ولكنها سالمة عن شوائب الجسمانية والعلائق الجرمانية إلى ظهور فجر عالم الأشباح الظاهرة للحواس المعرضة للتعهد والقوى وإليه المصير والمآب.
__________________
(١) رواه البخاري في كتاب تفسير سورة ٩٢ باب ٣ ، ٥ ، ٧. مسلم في كتاب القدر حديث ٦ ـ ٨. أبو داود في كتاب السنّة باب ١٦. الترمذي في كتاب القدر باب ٣. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب ١٠. أحمد في مسنده (١ / ٦ ، ٢٩ ، ٨٢) (٢ / ٥٢ ، ٧٧) (٣ / ٢٩٣).