حاجة ماسة إلى تدوين صفحات قد يكون شاهد عيانها أو من المطلعين على كثير من أوضاعها ولكن المرء تعوزه المعرفة التاريخية المتقنة الصحيحة أو إلى ما يذكّر بالحالة المشهودة والتبصر بما لم يكن من شهوده.
نعم إن هذه القصة لا يمليها الخيال ، ولا تكملها بعض الأوضاع التي يضطر القصصي إلى اللجوء إليها ، أو إلى أن يكتبها تتميما لما يجلب الأنظار وإنما تمليها الحياة الواقعية والحوادث اليومية بصفحاتها ...
كثرت الوثائق فنرانا في حاجة قصوى إلى الاستزادة ومنهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال. والميل إلى تثبيت ما وقع مما هو مشاهد يحتاج في الأغلب إلى سعة اتصال بالحوادث وهذه الضرورة لا مندوحة لنا منها. ولا تزال المراجع غير مجموعة ولا منسقة والعوائق أو الموانع كثيرة لا تحصى ومنها ما أدى إلى تشتتها ولا تزال حوادثنا محتاجة إلى تنظيم وتنسيق. ومن هنا تولد العناء والتعب. وعندنا جريدة الزوراء تمتد إلى عهدنا هذا وتلازمه حتى نهايته بل إلى آخر يوم منه تقريبا والأمل أن ينال التتبع مكان من جمع شمل الوثائق والمصادر. ولخزائن الكتب الفضل في مثل هذا التنظيم أو الجمع مهما كان نوعه. والعلم كله في العالم كله. ومن المستطاع أن تذكر زيادة عما جاء في سابق العهود بعض الوثائق الجديدة.
١ ـ سياحت ژورنالي (تقرير السياحة). رحلة في استنبول إلى الموصل فبغداد فالبصرة وفيها بيان المواقع الأثرية ، والحاضرة إلى أيامه. وذكر المؤلف فها بعض الشخصيات مفصلا من جراء الاتصال بهم فهي خلاصة موجزة للولايات الثلاث لا سيما بغداد فقد ذكرها بإسهاب ولعلها أوسع سياحة بعد (سياحتنامهء حدود). ورأينا غالب نظراته صائبة وتدويناته مهمة والأوضاع التي مر بها نافعة.