كان احتلال بغداد والاستيلاء على العراق وانتزاعه من الدولة العثمانية آخر المراحل وأعظمها خطبا وأشدها مصابا لو لا بيان قائد الجيوش البريطانية (السر ستانلي مود) بأنه جاء محررا ولم يكن فاتحا فلم يقطع الأمل ولم يمت الرجاء مما لا يكون موضوع بحث في هذا العهد.
والحاصل أن المشروطية كانت نعمة وانتهت بنقمة بعد الحرب ، واحتلال بغداد. والأمة صارت في ريب من أمرها وساورتها الهموم والآلام. اليأس قتّال. والأمر بيد الله يصرفه كيف يشاء. (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [سورة البقرة ، الآية : ٢١٦] ومن كان يدري ماذا يحدث أو لعل الأمة تنال الآمال الكثيرة ويتبدل بؤسها بنعيم ويتغير وجه الأرض ويتحقق وعد القائد. دخلت في جدال عظيم ونضال مستميت ثم هدأت ..
المراجع
تكاثرت الظباء على خراش |
|
فما يدري خراش ما يصيد |
تزايدت المراجع وتكاثرت بسبب تكاثر المطبوعات وتأسست خزائن الكتب فوصلت إلى درجة الإشباع وصرت في حالة تردد أو حيرة في الاختيار ، والرغبة توجه الاشتغال ، وتذلل الصعاب. ولا شك أن بعض المراجع السابقة امتدت إلى هذه الأيام ، وبعضها تجدد ظهوره ، والمكررات كثيرة ، والمطالعات متوفرة إلا أن العمر قصير والقدرة محدودة ... والاقتصار على المهم أو الأهم ضروري.
وعهدنا هذا أدركنا الكثير من أيامه وذقنا حلوه ومره شاهدنا أيام الاستبداد وزمن الدستور وأوقات الحرب بما فيها من غوائل وآلام ومحن وما فيها من أفراح وأتراح. وصفحات هذه الحقبة تدعو إلى تنقل الكاتب تنقلا غير مطرد بل تضطره إلى تحول مضطرب. يرى المرء نفسه في