وكان أكبر هم هذا الوالي أن يتم سدة الهندية على يديه فاستغرقت هذه المهمة غالب أوقاته ، فكان اهتمامه بها كبيرا ، وعناؤه وعنايته لا يوصفان.
إن سفارة الدولة العثمانية في باريس كانت أجرت مقاولة مع المهندس (شوندرفر) ومعاونه (تيودور دروان) وسيرا إلى بغداد بناء على الإشعار الواقع من الولاية لنظارتي الخزانة الخاصة والنافعة ، ليجريا الكشف المقتضى لأجل رفع وإزالة الموانع التي من شأنها أن تصعب المهمة في نهري دجلة والفرات ، ولينظروا في عمل سد الهندية. وصلا إلى بغداد في ١٩ أيلول سنة ١٣٠٥ رومية.
ونظرا للحاجة إلى السد وأهميته ذهبا ، وأجريا الكشف اللازم لمجرى نهر الفرات ومروره نحو الهندية والحلة في جميع المواسم فعادا إلى بغداد ونظما خارطة وتقريرا ، وقدماهما إلى الولاية ، فأرسلتهما لنظارة النافعة.
وفهم أن رأي المهندس مصروف إلى لزوم التعديل في الخطة التي عينها المسيو غالان مشاور الفن في نظارة النافعة ، فوجد من الضروري الانتظار إلى أن يرد الجواب من النظارة.
وفي ١ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ ه تحرك المهندس ومعاونه من بغداد ، وسارا من طريق البر ليكشفا على نهر الفرات ومضيا إلى مسكنة لتدقيق سير السفن وأن يعاينا كوانين الأحجار في هيت ، ثم يعودا إلى بغداد ، ويكون رجوعهما نهرا.
هذا. ومجموع المبالغ التي أخذت من ابتداء تشكيل اللجنة لسدة الهندية إلى نهاية شهر تشرين الثاني استحصلت بموجب سندات مشتركة سواء من صناديق مال مركز الولاية والملحقات أو من صندوق الأراضي السنية وأصحاب الأملاك قد بلغ ١٧٣٣٩٩٨ قرشا و ٣٣ بارة غير أن