٣ ـ ابن الرشيد كان مستقلا بإمارة حائل ، غير ملتفت إلى أهالي نجد وبذل الدراهم ، فنصب نفسه أميرا عليهم. أما سعود بن فيصل فإنه قتله النجديون وجاء أخوه عبد الله أيضا إلى حائل ، فمرض بها ثم سار إلى الرياض فتوفي فيها. ولم يبق من آل سعود سوى عبد الرحمن ومحمد ابني فيصل ، حفيدي سعود (١).
الأستاذ محمد فيضي الزهاوي
توفي ليلة الاثنين من ٣ جمادى الأولى سنة ١٣٠٨ ه وحضر تشييع جنازته الوالي ، والمشير والأشراف والأعيان ، والأدباء والفضلاء من علماء وغيرهم.
كان لوفاته وقع كبير على عالم العلم والأدب ، ويعد شيخ علماء العصر الحاضر وهو ابن مير أحمد بن حسن بك ابن رستم بك ابن خسرو بك ابن الأمير سليمان باشا رئيس الأسرة البابانية. ويعرف المترجم بـ (الزهاوي) ، وينتهي نسبه بسيف الله خالد بن الوليد (رض).
وكان رحمه الله ضليعا في الآداب الفارسية والعربية وفي العلوم الدينية لا سيما العقائد. ولي إفتاء بغداد بعد أمين الكهية وطالت مدته في الإفتاء ببغداد ٣٨ سنة ، فوفّاه حقه ، وعرف به فضله. وله اتصال علمي وأدبي بعلماء بغداد وأدبائهم. وهو من أفذاذ الدهر في ثقافته يضمّ ناديه مختلف الثقافات فلا نجد إلا مطريا له ، مادحا لأدبه ، مكبرا لعلمه. فلا بدع إن قيل كان الوحيد في عصره.
جاوز عمره التسعين ، فأخذ العلوم عن والده ولما توفي قرأ على الملا محمد الصاوچبلاغي نجل الزكي. فأجازه وهو في العشرين من
__________________
(١) في كتابنا (تاريخ نجد وعلاقاته بالعراق) حوادث هذه الحقبة بتفصيل والمجلد السابع من تاريخ العراق بين احتلالين.