عواطف الملك الأعلى ، أحد مشيري سلطنتي السنية العظام ، مشير فيلقي الهمايوني الرابع سابقا زكي باشا الذي وجهت لعهدة استئهاله ولاية بغداد مع مفتشية فيلقي الرابع أدام الله تعالى إجلاله. ليكن معلوما لمن يصل إليه توقيعي الرفيع الهمايوني أن ولاية بغداد تحصل على الترقي والعمران بنسبة قابليتها واستعدادها وتتوافر لها التجارة والثراء ، ويكون صنوف الأهلين فيها متساوين في مظهر العدل وينالون الرأفة ، والرفاه والسعادة فيما إذا كان قد أودع أمرهم إلى وال صاحب دراية وأهلية ، وصاحب تجربة. وأنت أيها الباشا المشار إليك والمتصف بكمال الحمية والروية ، والواقف على أصول الإدارة ، ومن المشيرين العظام لسلطنتي السنية. فاقتضى توديع الولاية والمفتشية ليد اقتدارك بناء على الاستيذان الواقع ، فأصدرت إرادتي السنية الملوكية كما سنحت في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك لسنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ، وبمنه تعالى وحين وصولك أن تسحب الموظفين الذين في ولاية بغداد ممن لا تراهم حائزين للأوصاف المطلوبة عدا الشرعية والعدلية فإنهم مستثنون من ذلك ، وأن تقيم في محلاتهم من يليق مستعجلا وتبعا للأصول ، وأن تخبر المراجع (الدوائر) المختصة بذلك. وأما التدابير الإصلاحية والعمرانية التي يجب التوسل بها لتكون مشتركة في ولايتي بغداد والبصرة فعند مسيس الحاجة تدعو والي البصرة إلى بغداد وتتذاكر معه ، وتوحّد الفكرة والحركة فيقرر فيما بينكما المواد المطلوبة ، وبسرعة يعمل بها في الولايتين معا ، وأن تشتري الوسائط النهرية من جانبك ، وكذا التجهيزات وسائر الأمور حسبما يقع من طلب وتوسل ، وأن ينسق أمر الجندرمة ويجري إصلاحه في بغداد والبصرة ، وأن تكون هيئات التفتيش مرتبطة رأسا بمقام الولاية ، وهكذا إدارتها ، وكافة أمور قيادة كردوس الجندرمة ومصالحه ، فإن كافة ذلك والتفتيش العمومي تنحصر مخابراتها بالولاية وبواسطتها ، وكذا أمور تنسيق الجندرمة وما يتعلق بذلك من خصوصات