وجاء في ثروت فنون : قائد البصرة الزعيم فريد بك قد اغتيل بوحشية مع المتصرف في لواء المنتفق بديع نوري بك. والمرحوم ولد في أرضروم (أرزن الروم) ، ودرس في المدرسة الابتدائية في مسقط رأسه ، وجاء إلى استنبول فتخرج في سنة ١٣١٤ رومية من المدرسة الحربية وفي سنة ١٣١٧ أكمل مدرسة الأركان فتخرج برتبة رئيس ، وبعد مدة أرسل إلى العراق ، وقضى حياته العسكرية فيه برتبة زعيم وكان غيورا ، متفاديا ، ومخلصا ، فهو جندي ثمين وإن الغدر به بصورة مفجعة من دواعي الألم عليه (١).
وجاء عن بديع نوري :
«اغتيل في ٧ حزيران مع الزعيم فريد بك عند مرورهما من جسر العشار من أشخاص مجهولين فاستشهد من أثر الجرح الذي أصابه كما أن فريد بك استشهد حالا إثر ضربه. وكان فاضلا كاملا ، وهو من أبناء المملكة الأفذاذ ، ولا شك أن من فتنوا بثقافته وعلمه وأدبه سيجرح قلوبهم خبر نعيه وفراقه ، وهو من المعروفين لقراء (ثروت فنون) ومن المحترمين في نظرهم ، وكان ما ينشره نتيجة وقوف وتدقيق وكذا في المجلات والجرائد الأخرى مما يدل على جوهر عرفانه ، وكمال ثقافته وهو ابن هلال الحلبي تخرج من المدرسة الملكية ، وعهدت إليه قائممقاميات في (روم ايلي) ، ونال مكتوبية (أدرنة) ومديرية التحرير بولاية استنبول وحصل على منصب مديرية البلدية في فاتح ثم إنه بطلب منه رجح أن يكون في محل بعيد لا قريب يحتاج إلى إعمار ، فوقع الاختيار أن يكون في لواء المنتفق». ا ه (٢).
__________________
(١) ثروت فنون عدد ١١٥٢ في ٢٩ رجب سنة ١٣٣١ ه وص ١٨٤ وفيها تصويره.
(٢) (ثروت فنون) عدد ١١٥١ في ٢٢ رجب سنة ١٣٣١ ه.