ويهمنا أن نقول إنه في شهر جمادى الآخرة سنة ١٣٢٧ ه حدث اضطراب في إيران بل جهاد لنيل الحرية والحصول على الإدارة الديمقراطية. وحاولت الدول الإنكليزية والروسية التدخل ولكن الأمة الإيرانية عجلت بخلع الشاه محمد علي بن مظفر الدين شاه يوم الأحد سلخ جمادى الآخرة سنة ١٣٢٧ ه ونصبت ابنه أحمد رضا شاه مكانه فحصلت على حريتها ثانية.
وكانت قد نهضت في ربيع الأول سنة ١٣٢٤ ه مطالبة بفك الأغلال عنها لما أنهكها الظلم. واستبدت بها الدولة. فنالت حريتها إلا أن محمد علي شاه حاول القضاء على هذه الحرية فأزاحته بعد جدال عنيف فرأى الشاه ومن معه معاونة من أرباب الأطماع أعداء الحرية مما أدى إلى خلعه.
نالت الأمة الإيرانية حريتها في ربيع الأول سنة ١٣٢٤ ه فغصبها الشاه حقها بعد نضال ثلاثة أشهر. فلما أعلنت الدولة العثمانية دستورها ثارت إيران للمطالبة مرة أخرى بعد أن قوض الشاه المجلس وكانت هذه المرة الثالثة. ومن ثم خلعت الشاه محمد علي ونصبت ولي عهده أحمد رضا شاه. وكان صغيرا فجعلت عليه وصيا حضرة الأسعد عضد الملك وقرر انعقاد البرلمان ...
وما جرى على أحمد شاه بعد الحرب العامة معلوم فانقرضت هذه الدولة على يد (الأسرة الپهلوية). والملحوظ أن علاقة المجتهدين من الإيرانيين المقيمين في النجف وكربلاء بإيران كبيرة جدا للروابط المشهودة. ولا محل لذكر هؤلاء العلماء (١).
__________________
(١) الروضة عدد ٦ ـ ١٣ وصدى بابل عدد ٢٧ وغيرهما. وكتاب تاريخ مشروطيت للأستاذ السيد أحمد كسروي التبريزي في مجلد واحد. طبع للمرة الثالثة سنة ١٣٣٠ ه ـ ش.