ملاحظة حول ما طبع من «التهذيب» (١)
ظهر كتاب «تهذيب اللغة» مطبوعا ، من سنة ١٣٨٤ ه / ١٩٦٤ م حين طبع الجزء الأول منه بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون ، ومراجعة الأستاذ محمد علي النجار ، وواصلت لجان التحقيق عملها في إخراج الأجزاء جميعها حتى الجزء الخامس عشر الذي به ينتهي الكتاب ، وكان ظهور آخر جزء منه سنة ١٩٦٩ ه.
غير أن شيئا لم يكن بالحسبان كان قد وقع للكتاب الذي كان يأمل أن يخرج إلى رواد المعجم العربي كاملا ، جيد التحقيق ، مضبوطا ، غير مشوه ، ولا مضطرب.
فقد حظيت بعض أجزائه بتحقيق علمي جيد ، وخدمت خدمة لا غبار عليها ، وأُصِيبْت بعض أجزائه الأخرى بما يشبه الإهمال ، فتشبعت كثير من أبوابها وموادها بالأغلاط المطبعية .. ثم بالسقطات التي وقعت من بعض المواد ، وشوهت صورته الكاملة التي كان ينبغي أن يظهر بها. هذا إلى جانب إهمال أبواب بموادها وتفسيراتها ، ليس في جزء واحد فحسب ، بل في ثلاثة أجزاء متصلة تبدأ بالجزء السابع الذي حققه الأستاذ عبد السلام سرحان ـ الأستاذ بجامعة الأزهر ـ ثم الجزء الثامن الذي حققه الأستاذ عبد العظيم محمود ، فالجزء التاسع الذي حققه الأستاذ عبد السلام هارون.
ولعل السبب في ذلك يعود إلى : أن كل محقق أعطي قسما من الكتاب المخطوط وطلب إليه أن يقوم بتحقيقه ومعارضته بالنسخ المخطوطة الأخرى التي بين أيدي العاملين. وضبط موادها على «اللسان» إذا تعذر الضبط على النسخ المخطوطة ، واشتغل الجميع بما بين أيديهم دون أن ينظروا إلى عمل الآخرين الذين شاركوهم في الكتاب ...
كما أن سقامة المخطوطات التي اعتمدت كان من أهم عوامل اضطراب المطبوعة ووقوع الأخطاء الكثيرة فيها.
وقال أشار الأستاذ إبراهيم الإبياري رحمهالله إلى هذا الخلل أثناء عرضه لمنهج عمله في تحقيق الجزء الخامس عشر حيث قال :
(كان مرجعي في هذا الجزء إلى مخطوطتين :
__________________
(١) من مقدمة الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي محقق كتاب «التهذيب» ، المستدرك على الأجزاء السابع والثامن والتاسع.