تحريف في كثير من الكلمات التي نقلوها عن هذا المصدر ، لأنّ الرسم العربي كان في عهدهم مجردا من الإعجام والشكل فكان من الممكن أحيانا قراءة الكلمة الواحدة على عدة وجوه.
٣ ـ قد اندس في معجماتهم كثير من الكلمات المولدة وغير العربية الأصل بدون أن يشيروا إلى حقيقتها.
٤ ـ أن جامعي المعجمات لشدة حرصهم على تسجيل كل شيء يتصل بالمفردات دونوا كلمات كثيرة كانت مهجورة في الاستعمال ومستبدلا بها مفردات أخرى.
٥ ـ تخلط هذه المعجمات بين معاني الكلمة في مختلف اللغات العربية القديمة ، فيخيل لمن يرجع إليها أن هذه المعاني كلها كانت مستخدمة في لغة واحدة ، مع أن كل معنى منها قد لا يكون مستخدما إلا في إحدى هذه اللغات (لغات قريش وهذيل واليمن وتميم وربيعة وأسد وكنده ... إلخ).
٦ ـ تخلط هذه المعجمات بين معاني الكلمة الحقيقية ومعانيها المجازية ، فيخيل لمن يرجع إليها أن هذه المعاني كلها هي معان حقيقية للكلمة. ولا يستثنى من ذلك إلا بعض معاجم قليلة من أهمها «الأساس» للزمخشري) (١).
أقسام المعجمات العربية قديمها محديثها
ترجع المعجمات العربية قديمها وحديثها إلى الأقسام الثلاثة الآتية :
١ ـ معجمات في طوائف خاصة من المعاني أو الألفاظ :
يتمثل هذا القسم في رسائل أو كتب تعرض كل رسالة أو كل كتاب منها للألفاظ الموضوعة لطائفة خاصة من المعاني أو الألفاظ. ومن ذلك «رسائل» أبي حاتم في الأزمنة والحشرات والطير ، و «رسائل» الأصمعي في الدارات (٢) والسلاح والإبل والشاء وأسماء الوحوش والنبات والشجر والنخل والكرم.
__________________
(١) مجلة «مجمع اللغة العربية» (٦٠ / ١٣٤ ، ١٣٥) ، التأليف المعجمي العربي قديمه وحديثه. للدكتور علي عبد الواحد وافي.
(٢) دارات العرب : سهول تنبت ما طاب ريحه من النبات ، وهي تنيف على مائة وعشر. ومنها دارة جلجل وانظر «تاج العروس» (١١ / ٣٢١ ـ ١٣٣).