للتأنيث لكان مؤنّثا. فثبت بما ذكرناه أنّها زائدة ، لغير معنى التأنيث ، فكان حملها على الإلحاق أولى من حملها على غير الإلحاق ، لأن الإلحاق معنى مقصود ، وإن كانا جميعا شيئا واحدا ؛ ألا ترى أنّ معنى الإلحاق تكثير الكلمة وتطويلها. فإذا كلّ إلحاق تكثير ، وليس كلّ تكثير إلحاقا. فاعرفه.
وأمّا الثاني ، وهو زيادة التأنيث (١) ، فنحو ألف (٢) : حبلى ، وسكرى ، وجمادى. الألف ههنا زائدة للتأنيث. والذي يدلّ على زيادتها الاشتقاق ؛ ألا ترى أنّ «حبلى» من : الحبل ، و «سكرى» من : السّكر ، و «جمادى» من : الجمد (٣). والذي يدلّ على أنها للتأنيث امتناع التنوين من الدخول عليها ، في حال تنكيرها ، ولو كانت لغير التأنيث لكانت منصرفة.
الثالث : إلحاقها زائدة كزيادتها حشوا ، نحو (٤) : قبعثرى ، للعظيم الخلق ، وكمّثرى ، وباقلّى ، وسمانى ، لضرب من الطير. ٥٤ الألف فيهنّ زائدة لأنها لا تكون مع ثلاثة أحرف / أصول
__________________
(١) في الأصل : للتأنيث.
(٢) سقط من ش.
(٣) الجمد : الثلج أو الماء الجامد. ش : الجمد.
(٤) انظر شرح المفصل ٥ : ١٠٧ و ٦ : ٣٧.