البحث :
الأمثلة المتقدمة جميعها من باب الإنشاء الطلبى. وإذا تأملت المطلوب فى كل مثال وجدته أمرا محبوبا لا يرجى حصوله ، إما لكونه مستحيلا كما فى الأمثلة الأربعة الأولى ، وإما لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله كما فى المثال الأخير ، ويسمى هذا الضرب من الإنشاء بالتمنى.
والأدوات التى أفادت التمنى فى الأمثلة المتقدمة هى : ليت ، وهل ، ولو ، ولعلّ : غير أن الأداة الأولى أفادته بأصل الوضع ، أما الثلاث الأخرى فإنها استعملت فيه للطائف بلاغيّة.
هذا وإذا كان المطلوب المحبوب ممكنا مطموعا فى حصوله كان طلبه ترجيا ، ويعبر فيه بلعل وعسى ، وقد تستعمل فيه ليت لسبب يقصده البليغ كما فى قول أبى الطيب :
فيا ليت ما بينى وبين أحبّتى |
|
من البعد ما بينى وبين المصائب |
القواعد :
(٤٩) التّمنّى طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله ، إمّا لكونه مستحيلا ، وإمّا لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله.
(٥٠) واللّفظ الموضوع للتّمنّى ليت ، وقد يتمنّى بهل ، ولو ، ولعلّ ، لغرض بلاغىّ (١).
(٥١) إذا كان الأمر المحبوب ممّا يرجى حصوله كان طلبه ترجّيا ، ويعبّر فيه بلعلّ أو عسى ، وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغىّ (٢).
__________________
(١) الغرض فى هل ولعل ، هو إبراز المتمنى فى صورة الممكن القريب الحصول ؛ لكمال العناية به والتشوق إليه ، والغرض فى لو الإشعار بعزة المتمنى وندرته ؛ لأن المتكلم يبرزه فى صورة الممنوع ، إذ أن لو تدل بأصل وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
(٢) الغرض هو إبراز المرجو فى صورة المستحيل مبالغة فى بعد نيله.