بالظلام بجامع السواد واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية. وشبّه الورق بالنهار بجامع البياض ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية.
وفى البيت الثانى شبّه سيف الدولة مرّة بالشمس ، ومرّة بالبدر بجامع الرفعة والظهور ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو الشمس والبدر للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية فى الكلمتين ، وشبّه من دونه مرّة بالسّها ومرّة بالنجوم بجامع الصّغر والخفاء ، ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو السّها والفراقد للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية فى الكلمتين.
وفى البيت الثالث شبّهت البابلية وهى الخمر بامرأة ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو «عشقته» على سبيل الاستعارة المكنية.
وإذا رجعت إلى كل إجراء أجريناه للاستعارات السابقة ، رأيت أننا فى التصريحية استعرنا اللفظ الدال على المشبه به للمشبه وأننا لم نعمل عملا آخر ، ورمزنا إليه بشىء من لوازمه ، وأن الاستعارة تمّت أيضا بهذا العمل ، وإذا تأملت ألفاظ الاستعارات السابقة رأيتها جامدة غير مشتقة. ويسمى هذا النوع من الاستعارة بالاستعارة الأصلية.
انظر إذا إلى المثالين الأخيرين تجد بكل منهما استعارة تصريحية ، وفى إجرائها نقول : شبّه انتهاء الغضب بالسكوت بجامع الهدوء فى كلّ ، ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو السكوت للمشبه وهو انتهاء الغضب ثم اشتق من السكوت بمعنى انتهاء الغضب سكت بمعنى انته.
وشبّه وصول صوت الأسد إلى الفرات بوصول الماء بجامع أن كلّا ينته إلى غاية ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو الورود للمشبه وهو وصول الصوت ثم اشتقّ من الورود بمعنى وصول الصوت ورد بمعنى وصل.