تجريد المضاف من التعريف :
وقضية الإضافة المعنوية أن يجرّد لها المضاف من التعريف وما تقبّله الكوفيون من قولهم الثلاثة الأثواب والخمسة الدراهم فبمعزل عند أصحابنا عن القياس واستعمال الفصحاء. قال الفرزدق :
فسما وأدرك خمسة الأشبار (١)
وقال ذو الرّمّة :
__________________
(١) صدره «ما زال مذ عقدت يداه ازاره» وهو من قصيدة يمدح بها يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة وقبله :
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم |
|
خضع الركاب نواكس الأبصار |
وبعده :
يدني كتائب من كتائب تلتقي |
|
للطعن يوم تجاول وغوار |
اللغة عقد الأزار قيل انه على حقيقته وقيل انه كناية عن سعيه في طلب المجد وعلو الشأن وحسن السمعة. وسما علا وارتفع.
الاعراب ما نافية. وزال من اخوات كان. واسمها ضمير يعود على الممدوح. ومذ ظرف مضاف إلى الجملة الفعلية. وعقدت فعل ماض. ويداه فاعله. وازاره مفعوله. وقوله فسما الفاء لعطف هذه الجملة على جملة عقدت. والفاعل ضمير يعود على الممدوح. وقوله وأدرك مثله. وخمسة مفعول أدرك. والاشبار مضاف إليه. وخبر زال يدني في البيت بعده. «والشاهد فيه» ان العدد إذا أضيف لما فيه أل جرد المضاف من أل كما فعل هنا خلافا للكوفيين فيما جوزوه من قولهم الخمسة الاشبار والثلاثة الأثواب. واستشهد ابن هشام في المغني بهذا البيت على إيلاء مذ الجملة الفعلية «والمعنى» ما زال هذا الرجل الممدوح مذ قدرت يداه على عقد إزاره وبلغ خمسة أشبار بشبر نفسه يتولى قيادة الجيوش ويخوض بها غمار الموت.
يقول ان ذلك ديدنه ودأبه من أول عمره. ومن شب على شيء شاب عليه. ولهم في تفسير هذا البيت كلام كثير.