فذكر الضمير في يصفق حيث أراد ماء بردي وقد جاء قوله عز وجل :
(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ). على ما للثابت والمحذوف جميعا.
وقد حذف المضاف وترك المضاف إليه في إعرابه في قولهم ما كل سواء تمرة ولا بيضاء شحمة. قال سيبويه كأنك أظهرت كل فقلت ولا كل بيضاء قال أبو دؤاد :
أكلّ امرء تحسبين امرأ |
|
ونار توقّد بالليل نارا (١) |
__________________
هو واد في ديار العرب. أو من البرض وهو الماء القليل. والأول أجود. وبردى نهر دمشق. ويصفق أي يمزج يقال صفقت الخمر إذا مزجتها بالماء. والرحيق الخمر والسلسل السهل.
الاعراب يسقون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو فاعله. ومن مفعوله. وورد فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى من. والبريص مفعوله. وعليهم متعلق بورد. وبردى مفعول ثان. ويصفق بالرحيق جملة من الفعل ونائب الفاعل في محل نصب صفة المفعول. والسلسل صفة رحيق (والشاهد فيه) أن المضاف إليه قد يقوم مقام المضاف في التذكير كما قام هنا بردى مقام ماء بدليل قوله يصفق بضمير المذكر ولو لا ذلك لوجب أن يقال تصفق بالتاء للتأنيث لأن بردى من صيغ المؤنث وهو غير متعين فانه يصح أن يقال ذكر الضمير مراعاة للمعنى لأن بردى نهر. وقد رواه صاحب الأغاني هكذا. كأسا تصفق بالرحيق السلسل. وعليه فلا شاهد فيه (والمعنى) ان هؤلاء القوم لشدة كرمهم وجودهم يسقون من نزل عليهم هذا الموضع من ماء هذا النهر ممزوجا بالخمر ولا يسقونه الماء قراحا.
(١) أبو دؤاد اسمه جارية بن الحجاج وقال الأصمعي هو حنظلة بن الشرقي.
الاعراب الهمزة للاستفهام. وكل امرىء منصوب على انه مفعول أول لقوله تحسبين. وامرأ مفعوله الثاني. ونار بالجر لأن أصله وكل نار فلما حذف المضاف بقي على حاله. وتحسبين فيه أيضا مقدرة لأن المعنى وتحسبين كل نار. وتوقد جملة فعلية في محل جر صفة نار. ونارا مفعول ثان لتحسبين المقدرة. (والشاهد فيه) انه حذف المضاف وترك المضاف إليه وهو نار على أصله لم يقم مقام المضاف. (والمعنى) اتحسبين كل من هو على صورة الرجال رجلا كاملا وكل نار تضرم بالليل نارا انما الرجل من يركب الأخطار وانما النار ما أوقد لقرى الزوار.