حكم المضاف إلى ياء المتكلم :
وما أضيف إلى ياء المتكلم فحكمه الكسر نحو قولك في الصحيح والجاري مجراه غلامي ودلوي ، إلا إذا كان آخره ألفا أو ياء متحركا ما قبلها أو واوا أما الألف فلا يتغير إلا في لغة هذيل في نحو قوله :
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم (١)
__________________
فان تنج منها يا حزيم بن طارق |
|
فقد تركت ما خلف ظهرك بلقعا |
اللغة الابقاء ما تبقيه الفرس من العدو لأن من الخيل ما لا تعطي كل ما عندها من العدو بل تبقي منه شيئا إلى وقت الحاجة. يقال فرس مبقية إذا كانت تأتي بعدو عند انقطاع عدوها. ويروى أنقاء وهو بفتح الهمزة جمع نقو بالكسر ، وهو كل عظم ذي مخ ، يريد أن ظلعها وصل إلى عظامها ، ويروى إرقال وهو السير السريع. والعرادة بفتح العين والراء والدال اسم فرس الكلحبة والظلع العرج اليسير وهو في الإبل خاصة ولا يكون في ذي الحافر الا استعارة.
الاعراب الفاء استئنافية. وادرك فعل ماض. وإبقاء مفعوله. وظلعها فاعله. وقوله وقد الواو للحال. وقد حرف تحقيق وجعلتني فعل وفاعل ومفعول أول. ومن حزيمة متعلق بجعلتني وأصبعا مفعول ثان لجعلتني (والشاهد فيه) انه حذف فيه المضاف والمضاف إليه وأقيم المضاف إليه الثاني وهو أصبع مقام المحذوف ، أي ذا مسافة أصبع. وجعل بعضهم المحذوف ثلاث كلمات متضايفات أي ذا مقدار مسافة أصبع ، وهي زيادة لا حاجة إليها. فان المسافة تغني عن ذكر المقدار (والمعنى) انه تبع حزيمة وقد هرب منه فلما لم يبق بينه وبينه إلا قدر إصبع أدرك فرسه العرج ففاته ولو لا ذلك لقتله أو أسره.
(١) تمامه (فتخرموا ولكل جنب مصرع) وهو لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي من قصيدة يرثي بها بنيه. وكان له بنون خمسة هاجروا إلى مصر فماتوا بالطاعون في سنة واحدة وأولها :
أمن المنون وريبها تتوجع |
|
والدهر ليس بمعتب من يجزع |
اللغة هويّ بمعنى هواى وهي لغة هذيل ، وهكذا يفعلون في كل مقصور. واعنقوا أي تبع بعضهم بعضا أو ساروا العنق وهو ضرب من السير سريع. وتخرموا أي اخترمتهم المنية واختطفتهم واحدا بعد آخر.