وقال الآخر :
وهيّج الحيّ من دار فظلّ لهم |
|
يوم كثير تناديه وحيهله (١) |
ويستعمل حي وحده بمعنى أقبل ، ومنه قول المؤذن حي على الصلاة ، وهلا وحده. قال :
ألا أبلغا ليلى وقولا لها هلا (٢)
__________________
(١) ذكر سيبويه انه لرجل من بني بكر بن كلاب ولم يسمعه. وقال غيره انه لرجل من بجبيلة.
اللغة هيج بمعنى أثار والحي القبيلة. ودار معرفة لا تدخله الألف واللام. اسم واد بقرب هجر. ويروى بدله من كلب. وظل بمعنى استمر. والتنادى تفاعل من تنادى القوم إذا دعى بعضهم بعضا.
الاعراب هيج فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الجيش. والحي مفعوله. وظل فعل ماض. ويوم فاعله. وكثير صفة يوم. وتناديه فاعل كثير. وحيهله عطف على تناديه (والشاهد) في قوله حيهله فانه اعربه بالرفع لأنه جعله وان كان مركبا من شيئين إسما للصوت بمنزلة معد يكرب في وقوعه اسما للشخص (والمعنى) أن الحي سمع حركة الجيش وخاف منه فانتقل عن المحل وبادر بالانتقال قبل لحاقه.
(٢) تمامه. فقد ركبت أمرا أغر محجلا. وهو للنابغة الجعدي من أبيات يهجو بها ليلى الأخيلية وكانت بينهما مهاجاة.
اللغة أبلغا يروى حييا ليلى أي أبلغاها تحيتي على طريق الهزء والسخرية. وهلا من حيهلا تأتي بمعنى اسرع وبمعنى اسكن. قال ابن الأثير في نهايته في شرح حيهلا من حديث ابن مسعود إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر قال أي أقبل به وأسرع وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحي بمعنى أقبل وهلا بمعنى أسرع وقيل بمعنى اسكن عند ذكره حتى تنقضي فضائله اه وقوله فقد ركبت أمرا أغر محجلا أي ركبت بسبب التعرض لمهاجاتي أمرا واضحا ظاهرا لا يخفى. وأنشده ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء. فقد ركبت أيرا أغر محجلا. وهو تصحيف من النساخ.
الاعراب ألا أداة استفتاح. وحييا فعل أمر فاعله ضمير المخاطبين. وليلى مفعوله. وقولا عطف على حييا. ولها متعلق به. وهلا اسم فعل أمر بمعنى اسكني مقول القول. وركبت فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى ليلى وأمرا مفعوله. وأغر محجلا صفتان للمفعول