وقال :
تؤم سنانا وكم دونه |
|
من الأرض محدودبا غارها (١) |
وقد جاء الجرّ في الشعر مع الفصل قال :
كم في بني سعد بن بكر سيد |
|
ضخم الدّسيعة ـ ماجد نفّاع (٢) |
الضمير الراجع إلى المميز :
ويرجع الضمير إليه على اللفظ والمعنى ، تقول كم رجل رأيته ورأيتهم ، وكم امرأة لقيتها ولقيتهن ، وقال تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي
__________________
(١) قيل انه لزهير بن أبي سلمى وقيل انه لابنه كعب وليس هو في ديوان شعرهما والله أعلم.
اللغة سنان اسم الممدوح وهو سنان بن أبي حارثة المرّي والد هرم ممحدوح زهير. ومحدودبا من الحدب وهو ما ارتفع من الأرض. وغارها أي غائرها فحذف عين الفعل كما حذف في قولهم شاك وأصله شائك والغائر من الأرض المطمئن.
الاعراب تؤم فعل مضارع وفاعله ضمير يعود إلى الناقة. وسنانا مفعوله. وقوله وكم الواو للحال. وكم خبرية. ودونه نصب على الظرفية. ومن الأرض يتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من غارها. والعامل فيه محذوف. ومحدودبا مميزكم. وغارها مرفوع به (والشاهد فيه) الفصل بين كم ومميزها بالظرف والجار والمجرور (والمعنى) ان هذه الناقة تؤم سنانا لتنال من نواله ودونه من مطمئن الأرض ما يتعذر قطعه والخلوص منه إليه يريد انه كلف نفسه وناقته فوق قدرتيهما في الوصول إليه.
(٢) استشهد به سيبويه في كتابه ولم يذكر قائله. وأغفله شراحه. وزعم العيني أنه للفرزدق. وكذلك ذكر ابن يعيش.
اللغة الدسيعة العطية وهي من دسع البعير بجرته إذا دفع بها ويقال هي الجفنة.
الاعراب كم مبني على السكون في محل رفع مبتدأو في بني سعد بن بكر خبره. وسيد مجرور بكم ضرورة. وزعم بعض شراح أبيات هذا الكتاب أن قوله في بني سعد بن بكر حال من سيد وكان في الأصل صفة له فلما قدم عليه صار حالا منه. وهو غلط وإلا فأين خبر المبتدأ. وضخم الدسيعة ماجد نفاع صفة سيد (والشاهد فيه) جر سيد بكم مع الفصل بينها وبينه بالظرف المستقر وهو جائز عند يونس ضرورة عند غيره (والمعنى) ان الاشراف والسادات في هذه القبيلة كثيرون.