العلمية فحكمه الصرف عند التنكير كقولك ربّ سعاد وقطام لبقائه بلا سبب أو على سبب واحد ، إلا نحو أحمر فإن فيه خلافا بين الأخفش وصاحب الكتاب وما فيه سببان من الثلاثي الساكن الحشو كنوح ولوط منصرف في اللغة الفصيحة التي عليها التنزيل لمقاومة السكون أحد السببين. وقوم يجرونه على القياس فلا يصرفونه وقد جمعهما الشاعر في قوله :
لم تتلفع بفضل مئزرها |
|
دعد ولم تسق دعد في العلب (١) |
وأما ما فيه سبب زائد كماه وجور فإن فيهما ما في نوح ولوط مع زيادة التأنيث فلا مقال في امتناع صرفه ، والتكرر في نحو بشرى وصحراء ومساجد ومصابيح نزّل البناء على حرف تأنيث لا يقع منفصلا بحال ، والزنة التي لا واحد عليها منزلة تأنيث ثان وجمع ثان.
__________________
(١) البيت لجرير بن عطية بن حذيفة الخطفي وانما لقب حذيفة الخطفي لقوله :
يرفعن بالليل إذا ما أسدفا |
|
اعناق جنان وهاما رجفا |
وعنقا بعد الرسيم خيطفا |
اللغة تلفعت المرأة بمرطها أي التفت به. والفضل ما يفضل ويزيد. والعلب جمع علبة وهي جلدة تؤخذ من جنب جلد البعير إذا سلخ وهو فطير فتسوى مستديرة ثم تملأ رملا ثم تضم اطرافها ويشد عليها بحبل ثم تترك حتى تجف ثم يقطع رأسها فتكون كالقصعة المدورة.
الاعراب ظاهر (والشاهد فيه) مجيء الثلاثي الساكن الوسط منصرفا وغير منصرف.
(ومعناه) ان هذه المرأة لا تغطي وجهها بما يفضل من مئزرها عن جسمها بل لها نقاب وبرقع. ولا تشرب من العلب وانما تشرب من الكأس. يريد أنها من من قوم ذوي غنى وشرف وغنى لا من الصعاليك.