وتقول إن غيرها إبلا وشاء أي إن لنا. وقال :
* يا ليت أيام الصّبى رواجعا (١) *
وقد حذف في قولهم إنّ مالا وإنّ ولدا وإنّ عددا أي إن لهم مالا.
__________________
فائش الحميري وبعده :
استأثر الله بالوفاء وبالعد |
|
ل وولى الملامة الرجلا. |
اللغة المحل والمرتحل مصدران ميميان بمعنى الحلول والارتحال ، أو إسما زمان أي وقت حلول ووقت ارتحال ، والحلول بالمكان النزول فيه ، والارتحال الانتقال عنه ، وسفر جمع سافر وهو من خرج إلى السفر. قال في الصحاح : سفرت اسفر سفورا خرجت إلى السفر. هذا عند الأخفش. وعند سيبويه هو مفرد وضع لمعنى الجمع بدليل تصغيره على لفظه ، والخلاف بينهما في كل ما يجيء من تركيبه إسم يقع على الواحد أما نحو غنم ورهط فانه اسم جمع اتفاقا. والمهل السبق. وقال ابن الحاجب المهل التأني والانتظار كأنه يقول إن فيمن مضى قبلنا إمهالا لنا ويروى مثلا أي عظة واعتبارا.
الاعراب إن حرف توكيد ونصب. ومحلا إسمها. وخبرها محذوف ، أي لنا. وإن مرتحلا معطوف على إن محلا مثله. وفي السفر إسم إن الثالثة ومهلا خبرها. وجملة إذ مضوا معترضة بين إسم إن وخبرها. (والشاهد فيه) حذف خبر إن. والمعنى يقول إن لنا في الدنيا حلولا وإن لنا عنها إلى الآخرة ارتحالا وان في رحيل من رحل قبلنا مهلا أي سبقا وتقدما.
(١) تمامه إذ كنت في وادى العقيق راتعا وهو من الأبيات التي لم يعرف لها قائل. كذا ذكره البغدادي. وذكر السيوطي في شرح شواهد المغنى نقلا عن الجمحي أنه للعجاج ، وإسمه عبد الله بن رؤبة ، ويكني أبا الشعشاء. وإنما سمي العجاج لقوله (حتى يعج عندها من عجعجا).
الاعراب يا اداة النداء والمنادى محذوف أي يا قوم أو يا هؤلاء.
تمن ونصب. وأيام إسمها وخبرها محذوف ، أي لنا. ورواجعا حال من الضمير في متعلق الخبر المحذوف. والتقدير يا ليت أيام الصبا استقرت لنا في حال كونها رواجعا. والعامل فيها معني الفعل وهو استقرت. وذو الحال فاعل استقرت وهو ضمير الغائبة. وذهب الكوفيون إلى أن ليت تنصب مفعولين مثل أتمنى ، وعليه فرواجع منصوب على أنه مفعول ثان له ، وأيام مفعول أول. (والشاهد فيه) حذف خبر ليت. وهذا انما يتمشى على طريقة البصريين أما على طريقة الكوفيين فلا. والصواب أن الشاعر تميمي جرى على لغته من نصب الجزأين بليت.