أي وترى لها. ومنه قوله كاليوم رجلا ، بإضمار لم أر. قال أوس :
حتى إذا الكلّاب قال لها |
|
كاليوم مطلوبا ولا طلبا (١) |
قال سيبويه وهذه حجج سمعت من العرب. يقولون اللهم ضبعا وذئبا. وإذا قيل لهم ما يعنون ، قالوا اللهم اجعل فيها ضبعا وذئبا. وسمع أبو الخطاب بعض العرب وقيل له لم افسدتم مكانكم؟ فقال الصبيان بأبي أي لم الصبيان. وقيل لبعضهم أما بمكان كذا وجذ؟ فقال بلى وجاذا أي أعرف به وجاذا.
__________________
اللغة مفارق جمع مفرق وهو وسط الرأس وهو الذي يفرق فيه الشعر. والطيب ما يتطيب به.
الاعراب لن حرف توكيد ونصب. وترى فعل مضارع منصوب بها تقديرا. وفاعله ضمير المخاطب. وها مفعوله. ولو تأملت جملة معترضة تفيد التأكيد. وطيبا مفعول فعل مقدر أي ترى. ولها جار ومجرور حال أو صفة أي ثابتا لها لهذا إن كانت ترى من رؤية البصر فإن كانت علمية تنصب مفعولين. فقوله لها في محل نصب مفعول ثان وقوله في مفارق الرأس جار ومجرور ومضاف ومضاف إليه في محل نصب مفعول فيه (والشاهد فيه) أن طيبا نصب بفعل محذوف جوازا. وهذا على رواية طيبا بالنصب. أما على رواية الرفع فلا شاهد فيه (والمعنى) أن المحبوبة لا تزال متطيبة أبدا.
(١) اللغة الكلاب هو الصائد يريض الكلب على الصيد ثم يرسله عليه.
الاعراب حتى حرف ابتداء وتفيد معنى الانتهاء. وإذا ظرفية. والكلاب مبتدأ. وقال فعل ماض فاعله ضمير فيه يعود إلى الكلاب. ولها متعلق به. والجملة في محل رفع خبر المبتدإ. وقوله كاليوم جار ومجرور في محل نصب صفة مطلوبا. ومطلوبا منصوب على أنه مفعول فعل مقدر أي لم أر. وتقدير الكلام لم أر مطلوبا مثل مطلوب في هذا اليوم. وقوله ولا طلبا عطف على مطلوبا. وجملة لم أر كاليوم إلى آخره في محل نصب بالقول. (والشاهد فيه) أن مطلوبا نصب بفعل مقدر محذوف جوازا (والمعنى) ما زالت الكلاب تقفو أثر الصيد وتجد في طلبه حتى عجب الصائد وقال لم أر كالكلاب طالبا في هذا اليوم ولا كالصيد مطلوبا.