.................................................................................................
__________________
نستبقيه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه ، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم. فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم ، فأخبروهم بما فتح الله عليهم.
قالوا : فما هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته.
فقالوا : إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم ، والله لا دخلتم علينا بلادنا.
فحالوا بينهم وبين الشام ، فقال ذلك الجيش : ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه ، وقتلتم أهله فارجعوا إليه ، فعادوا إليها فأقاموا بها ، فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة. ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليهالسلام ، وزعمت بنو قريظة (٩٦) أنهم مكثوا كذلك زمانا ، ثم أن الروم ظهروا على الشام ، فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا ، فخرج بنو قريظة والنضير (٩٧) وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم ، فلما فصلوا من الشام ، وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم ، فأعجزوا رسله وفاتوهم ، وانتهى الروم إلى ثمد (٩٨) ،
__________________
(٩٦) بنو قريظة : من قبائل اليهود بيثرب ، نكثوا عهدهم مع الرسول الله صلىاللهعليهوسلم وتحالفوا مع القرشيين في غزوة الأحزاب ، فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في معاقلهم وأعمل فيهم السيف ، وصادر أملاكهم ووزعها على المسلمين.
(٩٧) بنو النضير : من قبائل اليهود بيثرب ، نكثوا عهدهم مع النبي صلىاللهعليهوسلم بعد أن حالفوه وحاولوا اغتياله ، حاصرهم في معقلهم ثم نفاهم وصادر أملاكهم ووزعها على المهاجرين.
(٩٨) ثمد : ويقال له : ثمد الروم ، موضع بين الشام والمدينة قرب الحجر ، قال فيه أرطاة بن سهية :