.................................................................................................
__________________
والأطام (٩١) ، واتخذها الضياع العماليق (٩٢) ، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز ، وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد ، فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر ، فجبابرة الشام ، وفراعنة مصر منهم.
وكان منهم بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم ، وكان ساكنوا المدينة منهم بنو هفّ ، وسعد بن هفّان ، وبنو مطرويل ، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل ، وأهل تيماء (٩٣) ونواحيها. وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم (٩٤).
وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها : أن موسى بن عمران عليهالسلام ، بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون ، فوطىء الشام ، وأهلك من كان بها منهم ، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق ، وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلّا من دخل في دينه ، فقدموا عليهم فقاتلوهم ، فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم ، وأسروا ابنا له شابا جميلا كأحسن من رأى في زمانه ، فضنّوا (٩٥) به عن القتل وقالوا :
__________________
(٩١) الأطام : المفرد : أطم أي الحصن ، والقصر ، والبيت المرتفع.
(٩٢) العماليق : هم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليهالسلام.
(٩٣) تيماء : بلدة في أطراف الشام بينها وبين وادي القرى على طريق حاج دمشق. قال الأعشى :
بالأبلق الفرد من تيماء منزله |
|
حصن حصين وجار غير غدّار |
وقال بعض الأعراب :
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني |
|
بتيماء تيماء اليهود غريب |
(٩٤) الأرقم بن أبي الأرقم : هو غير الصحابي رضياللهعنه.
(٩٥) ضنّوا : بخلوا بخلا شديدا.