__________________
من ولده : زمعة بن الأسود (١١) ، وعقيل بن الأسود (١٢) ، والحارث بن زمعة (١٣) ، وكان يحبّ أن يبكي على بنيه.
قال : فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة (١٤) بالليل ، فقال لغلام له وقد ذهب بصره : انظر هل أحلّ النّحيب (١٥) ، وقد بكت قريش على قتلاهم لعليّ أبكي على أبي حكيمة ، يعني زمعة ، فإنّ جوفي قد احترق.
فلما رجع الغلام إليه قال : إنما هي امرأة تبكي على بعيرها أضلّته :
فقال حينئذ :
أتبكي أن يضلّ لها بعير |
|
ويمنعها من النّوم السّهود (١٦) |
فلا تبكي على بكر ، ولكن |
|
على بدر تقاصرت الجدود (١٧) |
على بدر سراة بني هصيص |
|
ومخزوم ورهط أبي الوليد (١٨) |
__________________
(١١) زمعة بن الأسود : بن المطلب ، أبو حكيمة ، من أحب أولاد الأسود ، كان بارا بابيه ، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال : أسير كذا كذا ، وآتي البلد يوم كذا وكذا ، ثم أخرج يوم كذا وكذا ، فلا يخرم مما يقول شيئا. مات قتلا في معركة بدر.
(١٢) عقيل بن الأسود : بن المطلب ، قتل كافرا في معركة بدر.
(١٣) الحارث بن زمعة : بن الأسود بن المطلب قتل كافرا في معركة بدر.
(١٤) النائحة : مصدر : نحح. ونحّ الرّجل نحيحا : تردد صوته في صدره ، والنّحيح : صوت يردّد في الجوف.
(١٥) النّحيب : رفع الصّوت بالبكاء ، ونحب الباكي : رفع صوته بالبكاء. والنّحب : أشدّ البكاء.
(١٦) السهود : الأرق وعدم النّوم.
(١٧) بكر : الفتي من الإبل ، الجمع : أبكر ، والأنثى : البكرة. جمع : بكار. تقاصرت : تقلصت وانقبضت وكفّت وعجزت.
(١٨) السّراة : سروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم ، بنو هصيص : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدها الجاهلي هصيص بن كعب بن لؤي من قريش. استوعب تنسيق نسله في كتاب (نسب قريش) ستا