.................................................................................................
__________________
الصديق (١٠٠) رضياللهعنه ، إذ أقبل رجل من حضرموت ، لم أر قط رجلا أنكر منه ، فاستشرفه الناس ، وراعهم منظره ، وأقبل مسرعا حتى وقف علينا ، وسلّم وجثا ، وكلّم أدنى القوم منه مجلسا ، وقال :
ـ من عميدكم؟
ـ فأشاروا إلى عليّ رضياللهعنه وقالوا : هذا ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعالم الناس ، والمأخوذ عنه ، فقام وقال :
__________________
(١٠٠) أبو بكر الصديق : هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، أول الخلفاء الراشدين ، وأول من آمن بالرسول الأعظم صلىاللهعليهوسلم من الرجال ، وأحد أعاظم العرب ، ولد بمكة سنة ٥١ ه الموافق ٥٧٣ م ، ونشأ سيدا من سادات قريش ، وغنيا من موسريهم ، وعالما بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها ، كانت العرب تلقبه بعالم قريش ، وحرم على نفسه الخمر في الجاهلية ، فلم يشربها ، وكانت له في عصر النبوّة مواقف كبيرة ، شهد الحروب واحتمل الشدائد ، وبذل الأموال. وبويع بالخلافة يوم وفاة الرسول صلىاللهعليهوسلم سنة ١١ ه ، فحارب المرتدين والممتنعين عن دفع الذكاة ، وافتتحت في أيامه بلاد الشام وقسم كبير من العراق ، واتفق له قواد أمناء كخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأبي عبيدة الجراح ، والعلاء بن الحضرمي ، ويزيد ابن أبي سفيان ، والمثنى بن حارثة. كان أبو بكر موصوفا بالحلم والرأفة بالعامة ، خطيبا لسنا ، وشجاعا بطلا ، مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف شهر ، وتوفي في المدينة المنورة سنة ١٣ ه الموافق ٦٣٤ م ، له في كتب الحديث ١٤٢ حديثا. قيل : كان لقبه الصّدّيق في الجاهلية ، وقيل في الإسلام لتصديقه النبي صلىاللهعليهوسلم في خبر الإسراء. (انظر : طبقات ابن سعد : انظر فهرسته في الجزء ٩ صفحة ٢٦ ـ ٢٨ ، والإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم ٤٨٠٨ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ١٦٠ ، وتاريخ الطبري : ٤ / ٤٦ ، واليعقوبي : ٢ / ١٠٦ ، وصفة الصفوة : ١ / ٨٨ ، والإسلام والحضارة العربية ٢ : ١٠٧ و ٣٥١ ، وحلية الأولياء : ٤ / ٩٣ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ١٩٩ ، والرياض النضرة : ٤٤ ـ ١٨٧ ، ومنهاج السنة : ٣ / ١١٨ ، والأعلام : ٤ / ١٠٢).