.................................................................................................
__________________
وكان بلال بن رباح رضياللهعنه إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
|
بفخّ وعندي إذخر وجليل؟ (١٥) |
وهل أردن يوما مياه مجنّة |
|
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ (١٦) |
ووقف رسول الله عام الفتح على جمرة العقبة وقال : والله إنك لخير أرض ، وإنك لأحب أرض الله إليّ ، ولو لم أخرج ما خرجت ، إنها لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحلّ لأحد كان بعدي ، وما احلّت لي إلّا سّاعة من نهار ، ثم هي حرام لا يعضد (١٧) شجرها ولا يحتش (١٨) خلالها ، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد ، فقال رجل : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا الأذخر ، فإنه لبيوتنا وقبورنا.
فقال صلىاللهعليهوسلم : «إلا الأذخر» (١٩).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام ، وتقرّبت منه الجنة مائتي عام» (٢٠).
__________________
(١٥) الفخ : واد بمكة قتل فيه الحسين بن علي بن الحسن يوم التروية سنة ١٦٩ وقتل جماعة من أهل بيته ، وفيه دفن عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة. قال الشاعر :
صرعى بفخّ تجرّ الريح فوقهم |
|
أذيالها وغوادي دلج المزن |
حتى عفت أعظم لو كان شاهدها |
|
محمد ذبّ عنها ثم لم يهن |
الأذخر : أو الأذاخر : موضع بأعلى مكة ، منه دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وضربت هناك قبته.
(١٦) مجنة : اسم سوق للعرب كانت في الجاهلية ، وقيل : مجنة بلد على أميال من مكة. شامة : جبل قرب مكة يجاوره جبل طفيل. طفيل : جبل على نحو عشرة فراسخ من مكة. (مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٨٨).
(١٧) يعضد شجرها : يفت.
(١٨) يحتش : يقال : حش على غنمه : ضرب أغصان الشخر لينتشر ورقه.
(١٩) معجم البلدان : ٥ / ١٨٣.
(٢٠) معجم البلدان : ٥ / ١٨٣.