وتكون في تأويل مصدر] (١) مرفوع إن كانت تامة ، كقولك : عسى أن ينطلق (٢) زيد ، ومثله : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً [وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ] (٣) وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً) (البقرة : ٢١٦).
(الثاني): مخففة من الثقيلة ، فتقع بعد فعل اليقين وما في معناه ، ويكون اسمها ضمير الشأن ، وتقع (٤) بعدها الجملة خبرا عنها ، نحو (أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً [وَلا يَمْلِكُ]) (٥) (طه : ٨٩). (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ [مِنْكُمْ مَرْضى]) (٦) (المزمل : ٢٠).
(وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ) (المائدة : ٧١). (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ) (الأعراف : ١٨٥). (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) (الجن : ١٦). (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (يونس : ١٠). وجعل ابن الشجريّ (٧) منه : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ) (الصافات : ١٠٤) (٨) [أي أنه يا إبراهيم.
(الثالث): مفسرة بمنزلة «أيّ» التي لتفسير ما قبلها ، بثلاثة شروط : تمام ما قبلها من الجملة ، وعدم تعلقها بما بعدها ، وأن يكون الفعل الذي تفسره في معنى القول ، كقوله تعالى : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ)] (٨) (الصافات : ١٠٤) ، (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) (المؤمنون : ٢٧) ، و (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ) (البقرة : ١٢٥).
قال ابن الشجري (١) : «تكون هذه في الأمر خاصة ، وإنما شرط مجيئها بعد كلام تامّ ، لأنها تفسير ولا موضع لها من الإعراب ؛ لأنها حرف يعبّر به عن المعنى».
وخرج بالأول (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (يونس : ١٠) لأن الكلام لم
__________________
(١) انظر الأمالي الشجرية (التتمة) ص ٣٧ ، ذكر أقسام أن المفتوحة المخففة بتصرف.
(٢) في المخطوطة (انطلق).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (ويوقع).
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) انظر الأمالي الشجرية (التتمّة) ص ٣٣ ذكر أقسام أن المفتوحة.
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.