يتمّ ، فإنّ ما قبلها مبتدأ وهي في موضع الخبر ؛ ولا يمكن أن تكون ناصبة ، لوقوع الاسم (١) بعدها بمقتضى أنها المخففة من الثقيلة.
وأما قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) (ص : ٦) (٢) [فقيل : إنها مفسّرة ، لأنّ الانطلاق متضمّن لمعنى القول. وقال الخليل : يريدون أنهم انطلقوا في الكلام بهذا ، وهو امشوا] (٢) أي اكثروا يقال : أمشى الرجل ومشى ، إذا كثرت ماشيته ، فهو لا يريد : انطلقوا بالمشي الذي هو انتقال ؛ إنما يريد : قالوا هذا. (وقيل) : عبارة عن الأخذ في القول فيكون بمنزلة صريحه ، وأن مفسرة (٣). وقيل مصدرية.
(فإن قيل) : قد جاءت بعد صريح القول ، كقوله تعالى : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) (المائدة : ١١٧). (قلنا) : لا دلالة فيه ، لاحتمال أنها مصدرية. وقال الصفّار (٤) : لا تتصور المصدرية هنا بمعنى «إلاّ عبادة الله» ، لأن القول لا يقع بعده المفرد ؛ إلا أن يكون هو المقول بنفسه ، أو يكون في معنى المقول ، نحو : قلت خبرا وشعرا ، لأنهما في معنى الكلام ، أو يقول : قلت «زيدا» ، أي هذا اللفظ ، وهذا لا يمكن في الآية ؛ لأنهم لم يقولوا هذه العبارة ، فثبت أنها تفسيرية ، أي اعبدوا [الله] (٥).
وقال السّيرافي (٦) : ليست «أن» تفسيرا للقول ، بل للأمر (٧) ، لأن فيه معنى القول ، فلو كان «ما قلت لهم إلاّ ما قلت لي أن اعبدوا الله» لم يجز لذكر (٨) القول.
(الرابع): زائدة ، وتكون بعد «لما» التوقيتيّة ، كقوله تعالى في سورة العنكبوت : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً ...) (الآية : ٣٣) بدليل قوله في سورة هود : (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) (الآية : ٧٧) ، فجاء فيها على الأصل.
__________________
(١) في المخطوطة (الفعل).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (تفسيرية).
(٤) هو القاسم بن علي البطليوسي الصفار تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.
(٥) لفظ الجلالة ليس في المخطوطة.
(٦) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان تقدم التعريف به في ١ / ٤١٤.
(٧) في المخطوطة (الأمر).
(٨) في المخطوطة (كذلك).