هذا المكان يسميه الناس هنا جبل الصفا ، هنا يقف الزائر ويوجه وجهه شطر المسجد الذى تحجب رؤيته بعض المنازل التى تتوسط هذه المسافة ، ويرفع يديه إلى السماء ، ويدعو الله بدعاء قصير ، ويطلب عونه له فى السعى كما يسميه الناس هنا ، ثم ينزل الحاج بعد ذلك ، ليبدأ السير فى شارع مستو يبلغ طوله ستمائة خطوة ، يطلق عليه مؤرخو الجزيرة العربية اسم وادى الصفا ، الذى يفضى إلى المروة ، الموجودة فى نهاية ذلك الوادى ، حيث توجد حلبة من الحجر ، يصل ارتفاعها حوالى ستة أقدام أو ثمانية فوق مستوى ارتفاع الشارع ، وفيها بعض الدرج الذى يمكن من الصعود إليها. يتعين على الزائر الهرولة بين الصفا والمروة ، ولمسافة قصيرة ، موضحة بأربعة أحجار ، يطلقون عليها اسم الميلين الأخضرين ، هذه الأحجار مبنية فى جدران المنازل التى على الجانبين ، يتعين على الزائر أن يهرول فى هذه المسافة. اثنان من هذه الأحجار الأربعة يميل لونها إلى الاخضرار ، هذه الأحجار تحمل نقوشا عديدة ، لكن هذين الحجرين على مسافة عالية فى الجدار ، بحيث يصعب قراءة هذه النقوش ، وأثناء هذا السعى يجرى ترديد الدعاء بصورة مستمرة وبلا انقطاع. الاشخاص الذين لا تساعدهم ظروفهم الصحية ، يمكنهم الركوب أو يجرى حملهم فى صناديق ، والحاج عندما يصل إلى المروة يصعد الدرج ، ويرفع يديه ، ويردد دعاء مثل الدعاء الذى يقوله فى الصفا ، والذى ينبغى أن يعود إليها. السعى بين الصفا والمروة يتكرر سبع مرات تنتهى بالمروة ، أربع مرات من الصفا إلى المروة ، وثلاث مرات من المروة إلى الصفا.
٣ ـ أداء العمرة
بالقرب من المروة هناك عدد كبير من دكاكين الحلاقين ، يدخل الحاج واحدا من تلك الدكاكين ، بعد الانتهاء من السعى ، ويحلق الحلاق شعر رأس الحاج ، وهو يدعو بدعاء معين ، يردده الحاج بعده. المذهب الحنفى ، أحد المذاهب الأربعة يقول بحلق ربع الرأس ، أما بقية الرأس فتظل بدون حلق إلى أن يعود الحاج من العمرة. بعد الانتهاء