الرسائل فيما بين القاهرة والإسكندرية ، لكن توصيل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية أقل انتظاما منه بين جدة ومكة ، حيث يجرى نقل الرسائل بينهما بصورة منتظمة ، وبتكلفة صغيرة لا تتجاوز بارتين للرسالة الواحدة ، وبارتين للشخص الذى يقوم بتوزيع الرسائل الواردة من جدة.
فى المقاهى سالفة الذكر يعيش أيضا سماسرة القوافل ، الذين يؤجر البدو من خلالهم إبلهم التى تستعمل فى الرحلات المتجهة إلى كل من جدة والمدينة المنورة.
فى الجانب الغربى من الشبيكة وفى اتجاه الجبل ، يوجد مدفن كبير ، تتناثر فيه أكواخ البدو وخيامهم ، وبعض المساكن البائسة التى تعيش فيها أحط النساء ، وهذا المكان يسميه الناس هنا الخندريه. وعلى الرغم من أن الموروث يقول إن أعدادا كبيرة من أصدقاء محمد صلىاللهعليهوسلم وأتباعه مدفونون فى هذا المكان ، فإنه أصبح من غير اللائق أو المناسب دفن الموتى هنا فى هذا المكان ، وهنا نجد أن كل أفراد الطبقة الأولى والثانية من المكيين يستعملون فى دفن موتاهم الجبانات الواسعة الواقعة شمالى المدينة. هناك قلة قليلة من الدكاكين فى الشبيكة ، يزاد على ذلك أن الشبيكة لا تضم فى موسم الحج كثيرا من الأجانب ، نظرا لأن من يسكنون الشبيكة هم من الميسورين الذين يجدون مهانة فى تأجير مساكنهم.
عندما نتحرك من الشبيكة على امتداد الشارع الواسع فى اتجاه الشمال ، نصل إلى الحمام الذى يعد أفضل الحمامات الثلاثة فى مكة ، إلا أنه أدنى بكثير من حمامات المدن الآسيوية الأخرى ، وسبب ذلك هو ندرة الماء فى ذلك الحمام ، هذا الحمام بنى فى العام الهجرى ٩٨٠ ، وقد بناه محمد باشا ، ممثل السلطان سليمان الثانى ، ويعد من أحسن مبانى المدينة (*). هذا الحمام يتردد عليه كل من الأجانب بصفة خاصة ، والمواطنين العرب غير المعتادين على استعمال هذه الحمامات ، ويفضلون الوضوء بطريقتهم الخاصة فى منازلهم.
__________________
(*) راجع قطب الدين.