أسفل المكان الذى كانت تشغله فى السماء. جمع آدم ـ عليهالسلام ـ الأحجار التى استعملها فى بناء الكعبة من الجبال الخمسة الشريفة ، جبل لبنان ، طور سيناء (جبل سيناء) ، والجودى (الاسم الذى يطلقه المسلمون على الجبل الذى رست عليه سفينة نوح بعد انحسار الطوفان) ، وجبل الحرة ، أو بالأحرى جبل النور ، وجبل طور زيت (ذلك الجبل الذى ورد ذكره فى السورة الخامسة والتسعين من القرآن). جرى تعيين عشرة آلاف ملك لحماية بيت الله الحرام من الأحداث ، لكن يبدو أن هؤلاء الملائكة ، من واقع تاريخ الحرم نفسه ، كانوا غير متقنين لعملهم. أبناء آدم رمموا الكعبة ، وبعد الطوفان ، أمر (سيدنا) إبراهيم ـ عليهالسلام ـ بعد أن تخلى عن عبادة الأصنام التى كان عليها أسلافه ، من قبل المولى عزوجل بإعادة إنشاء الكعبة. وكان ولده (سيدنا) إسماعيل ـ عليهالسلام ـ ، الذى كان يسكن بالقرب من مكة منذ طفولته ، يساعد والده الذى جاء من سوريا من باب الطاعة لله سبحانه وتعالى وعندما بدأ الحفر عثرا على الأساس الذى وضعه آدم عليهالسلام. ولما كانا بحاجة إلى حجر يضعانه فى زاوية المبنى ليكون بمثابة إشارة لبدء الطواف حول الكعبة ، فقد ذهب (سيدنا) إسماعيل يبحث عن حجر. وأثناء مسيره فى اتجاه جبل قبيص ، التقى (سيدنا) جبريل ، وقد أمسك بيده حجرا أسود. كان لون الحجر فى ذلك الوقت براقا ولامعا ، لكنه تحول إلى اللون الأسود ، على حد قول الأزرقى ، نظرا لتعرض ذلك الحجر مرارا ، قبل ظهور الإسلام وبعده. يقول بعض آخر من المؤرخين إن لون الحجر تغير بفعل خطايا أولئك الذين لمسوه ، وفى يوم القيامة سيشهد ذلك الحجر لصالح كل أولئك الذين لمسوه بقلوب صافية وسوف يرى ويتحدث ذلك الحجر.
بعد حدوث بئر زمزم على سبيل المعجزة ، وقبل أن يبدأ (سيدنا) إبراهيم بناء الكعبة ، كانت قبيلة بنى جرهم ، الذين هم فرع من الأمالكة ، تقيم فى هذه المنطقة ، بإذن من (سيدنا) إسماعيل وأمه ، اللذين كانا يعيشان بين أفراد هذه القبيلة ، كان (سيدنا) إسماعيل يعتبر بئر زمزم ملكا له ، لكنه بعد أن تزوج من قبيلة جرهم ، قام بنو