مرصوف بالرخام مختلف الألوان ، فيما بين الأعمدة ، توجد مصابيح عدة ، كلها من عطايا المؤمنين وتبرعاتهم ، ويقال إنها من الذهب الخالص ، لم يقرب الوهابيون تلك المصابيح (*). فى الركن الشمالى الغربى من غرفة الكعبة توجد بوابة صغيرة ، تؤدى إلى سطح المبنى المنبسط. لم ألاحظ شيئا آخر جديرا بالملاحظة غير ذلك الذى تحدثت عنه ، لكن الغرفة شديدة الظلمة ، إلى الحد الذى يحتاج إلى شىء من الوقت كى تتكيف الأعين مع رؤية الأشياء الموجودة داخل الكعبة. الزينات الداخلية ، تتفق مع إعادة بناء الكعبة فى العام ١٦٢٧ الميلادى ، وأنا أعرف شيئا عن مسألة غسل الكعبة ، على النحو الذى ورد عليه فى أسفار على بك العباسى ؛ لقد شاهدت الطواشية وهم يقومون بهذه العملية ، التى تتم بالطريقة نفسها التى يجرى بها غسل الرصيف المحيط بالكعبة ، على الرغم من أن تاريخ العصمى يوضح أن أرضية الكعبة يجرى غسلها فى بعض الأحيان بواسطة كبار الشخصيات.
زيارة الكعبة من الداخل لا تعد جزءا من أركان الحج ، كما أن عددا كبيرا من الحجاج يغادرون مكة دون مشاهدة الكعبة من الداخل ، أما أنا فقد شاهدت الكعبة من الداخل مرتين ، مرة فى اليوم الخامس عشر من شهر ذى القعدة ، والمرة الثانية فى اليوم العاشر من شهر المحرم. وفى المرة الثانية كانت الستائر الجديدة ، التى جرى جلبها من القاهرة بواسطة محمد على باشا ، قد علقت داخل الكعبة ، كانت تلك الستائر من قماش فاخر جدا ، أفخم وأقيم من حيث الخامة من الغطاء الخارجى أسود اللون الذى يغطى الكعبة ، وجرى بعد ذلك بيع الستائر القديمة التى مضى عليها عشرون عاما أو أكثر للمؤمنين بسعر دولار واحد للقطعة التى تصل مساحتها إلى ست بوصات مربعة. كان حق بيع هذه الستائر حكرا على الشخص الذى قدم الكسوة الخارجية ، على الرغم من حدوث استثناءات فى بعض الأحيان ، وخير مثال على ذلك هو ما حدث
__________________
(*) يروى قطب الدين أن شيوخ مكة سرقوا المصابيح الذهبية المعلقة فى الكعبة ، وهربوا بها وهم يخفونها بين طيات ملابسهم الفضفاضة ، وقد أرسل السلطان سليمان كثيرا من المصابيح الذهبية إلى الكعبة.