عند عقد القران يجرى حمل المهر فى موكب من منزل العريس إلى منزل العروس ، ويجرى حمل المهر على كرسيين صغيرين بلا ظهر ، وملفوفين فى مفارش فاخرة ، ومغطيان بقطعة من القماش الحرير المطرز ، ويمشى أمام الشخصين اللذين يحملان هذين الكرسيين ، رجلان آخران ، يحمل كل منهما قارورة ماء ورد فى إحدى يديه ، ومبخرة فى اليد الأخرى ، يجرى فيها حرق كل أنواع الأخشاب المعطرة. ومن خلف هذين الرجلين يسير رهط كبير من أقارب العريس وأصدقائه ، وهم يرتدون أبهى ملابسهم. ويتردد مهر العذراوات فى الأوساط المكية المحترمة بين أربعين وثلاثمائة دولار ، وبين عشرة دولارات وعشرين دولارا فى الطبقات الفقيرة. وعادة ما يدفع نصف هذا المبلغ فقط ، ويبقى النصف الثانى فى حوزة الزوج ، ليدفعه عندما ينوى تطليق الزوجة.
حفلات الختان شبيهة بتلك التى تجرى فى القاهرة ، والطفل يرتدى بعد عملية الختان أبهى ملابسه ، ويجرى إركابه على حصان فخم مزين تزيينا حسنا ، ويجرى المرور به على شكل موكب يجوب أنحاء البلدة والطبول تقرع أمامه.
والجنائز هناك لا تختلف فى شىء عما يجرى فى مصر وسوريا.
أهل مكة ليست لديهم خيول كثيرة ، وأنا أعتقد أن عدد الخيول لا يزيد على ستين حصانا يقتنيها بعض الأفراد. والشريف لديه ما يتردد بين عشرين حصانا وثلاثين حصانا فى إسطبلاته ، لكن الشريف غالب لديه قطيع أكبر من ذلك. الأشراف العسكر لديهم بعض الأفراس ، لكن القسم الأكبر من تلك الأفراس كان مع الجيش. البدو المستعربين ضاحية المعابدة ، وفى بعض الأجزاء الأخرى من مكة ، لهم أيضا خيولهم الخاصة وذلك من باب اهتمام هؤلاء البدو بالشئون العامة ، لكن التجار والطبقات الأخرى لا يقتنون الخيول. هؤلاء التجار يخشون من حرمان الشريف لهم من امتلاك أى حصان قيم من هذه الخيول ، ولذلك يكتفى هؤلاء التجار باستعمال البغال (أو السلالات المتدنية من الخيول). الحمير هنا شائعة تماما ، ولكن أصحاب المقامات الرفيعة لا يركبون الحمير. الخيول القليلة التى يقتنيها الناس فى مكة هى من السلالات الأصيلة ، ويجرى شراؤها من البدو ، فى فصل الربيع يجرى إيفاد تلك الخيول إلى مخيم من مخيمات البدو ، لكى تتغذى على أعشاب الصحراء الغضة. الشريف يحيى لديه فرس