تحاشيها دوما لأسباب واضحة. وفيما يلى أورد المعلومات التى استطعت جمعها فيما يتصل بتاريخ مكة الحديث.
فى العام ١٧٥٠ الميلادى عين الشريف مسعد حاكما لمكة ، وشغل هذا المنصب مدة عشرين عاما. أدت قوة الأشراف إلى دخول الرجل فى حروب ضدهم فى كثير من الأحيان ، وقد أدى عدم نجاح الرجل فى حروبه ضد الأشراف إلى استمرار نفوذهم ، بعد أن كشف مسعد عن دلائل عدائه تجاه على بك ، حاكم مصر فى ذلك الزمان ، قام على بك بإيفاد أبى الدهب ، عبده القوى المفضل ، بعد أن منحه لقب بك ، على رأس مجموعة كبيرة من الجنود ، بصفته رئيسا لقافلة الحج المسافرة إلى مكة ، لطرد مسعد ، لكن الشريف مسعد وافته المنية قبل أيام قلائل من وصول أبى الدهب.
فى العام ١٧٦٩ أو ١٧٧٠ بعد أن لقى مسعد ربه ، قامت جماعة حسين ، الذى كان من القبيلة نفسها التى ينتمى إليها مسعد ، بتوصيل حسين العدو اللدود لمسعد فى كل المناسبات إلى سدة الحكم ، وأيدهم فى ذلك أبو الدهب. وبقى حسين فى الحكم إلى العام ١٧٧٣ أو ١٧٧٤.
فى العام ١٧٧٣ أو ١٧٧٤ قتل حسين فى الحرب التى دارت بينه وبين سرور ولد مسعد. هذا الاسم سرور الذى حكم مدة ثلاثة عشر عاما أو أربعة عشر ، لا يزال يحظى بالتقدير والاحترام من قبل المكيين ؛ كان سرور أول من كسر كبرياء الأشراف وقوتهم ، وأول من أقام العدل فى المدينة. قبل عهد الشريف سرور كان كل شريف من الأشراف يحتفظ فى منزله بمؤسسة مكونة مما يتردد بين ثلاثين عبدا وأربعين عبدا مسلحا ، ومن الخدم ، والأقارب ، فضلا عن أصدقائه الأقوياء من بين البدو. ونظرا لأن كل هؤلاء الأشراف لم يكونوا يعرفون من المهن سوى صناعة السلاح راحوا يعيشون على الماشية التى كانوا يحفظونها عند البدو ، وفى أجزاء مختلفة من الحجاز ، وكانوا يعتمدون أيضا على الصرة التى كانت تأتيهم من إسطنبول مع الحج ، كما كانوا يعتمدون أيضا على الهدايا التى كانوا يحصلون عليها من الحجاج ، من أتباعهم فى