أو أحفاد لهم. هؤلاء الأحفاد منهم الحضارمة ومنهم اليمنيون الذين يمثلون القسم الأكبر من سكان جدة. هناك جاليات من كل بلد من بلدان حضرموت واليمن مستقرة فى جدة ، وتربطهم تجارة رائجة بمساقط رءوسهم فى بلادهم. هناك ما يزيد على مائة أسرة هندية (وهى أصلا من سورات ومجموعة قليلة من بومباى) ، كل هؤلاء مقيمون فى جدة ، ويمكن أن نضيف إلى هذه الجاليات بعضا من أهل الملايو وبعضا آخر من أهل مسقط. هناك أيضا المقيمون من كل من مصر وسوريا وبارباى ومن تركيا الأوروبية ومن الأناضول ، صور كل من هؤلاء وسماته يمكن أن يراها المتفحص فى وجوه أحفادهم الذين تحولوا إلى كتلة عامة مختلطة ، ويعيشون بالطريقة العربية ويرتدون أيضا ثيابهم بالطريقة العربية. الهنود فقط هم الذين بقوا عرقا مميزا من حيث السلوكيات والملابس والعمالة. ليس هناك مسيحيون مقيمون فى جدة ، لكن هناك قلة قليلة من اليونانيين الذين يأتون من أرخبيل الجزر اليونانية بين الحين والآخر ، ويحضرون معهم من مصر بضاعة لبيعها فى سوق جدة. فى زمن الأشراف كان هؤلاء اليونانيون يجبرون على ارتداء ملابس محددة ، ومحرم عليهم الاقتراب من بوابة مكة ، لكن بعد أن أصبح الأتراك سادة على الحجاز ألغوا هذه القيود ، وأصبح بوسع المسيحى الآن التمتع بالحرية المطلقة هنا فى جدة ، وإذا ما توفى المسيحى فإنه لا يجرى دفنه على الشاطئ (باعتبار هذه أرض مقدسة داخلة ضمن المدينة المقدسة أيضا) ، وإنما يجرى دفنه فى جزيرة من الجزر الصغيرة الموجودة فى خليج جدة كان اليهود فى الأزمان السابقة يعملون سماسرة ووسطاء فى جدة ، ولكنهم طردوا منها قبل أربعين عاما على أيدى سرور ، الحاكم الذى جاء قبل الشريف غالب ، وجاء ذلك نتيجة سوء تصرف البعض من هؤلاء اليهود. تراجع هؤلاء اليهود إلى اليمن أو إلى صنعاء. خلال موسم الرياح الموسمية يقوم بعض البنيانيين بزيارة جدة فى سفن هندية ، لكنهم يعودون دوما مع تلك السفن ولا يبقى منهم أحد للإقامة فى جدة.