كبرذون بكسر الصّاد المهملة ، ويقال لمسجد بيت المقدس الزيتون ولا يقال له الحرم. كذا في كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل لعبد الرحمن بن محمّد العمري العليمي الحنبلي (١).
وهي مدينة [٨١ أ] من الثالث من فلسطين أو الأردنّ ، وقيل إنّ نوحا عليه السلام أوصى إلى ابنه سام ، وقال : إذا مت اخرج تابوت أبينا آدم عليه السلام من الفلك ، وخذ معك من أولادنا ملكيزدق (٢) لأنه كاهن الله تعالى ، وسيرا معا بالتابوت إلى حيث يهديكما ملاك الرب ، فعملا بهذه الوصية وهداهما الملاك إلى جبل بيت المقدس ، ووضعا التابوت على قلّة هناك فغاض فيها (٣) ، فعاد سام إلى أهله ، ولم يعد ملكيزدق لكنه بنى ثمة مدينة أورشليم ، أي قرية السلام ، ولذلك سمّي هو أيضا مليخ شليم أي ملك السلام ، وسكنها باقي أيّام حياته لهجا بالعبادة ما غشى امرأة ولا أراق دما ، وكان قربانه خبزا وخمرا فقط ، ولأن الكتاب الإلهي أبان عن عظم شأنه وأعرض عن إبانة نسبه وتاريخيّ ولادته ووفاته ، قال الرّسول المغبوط نولوس (٤) لا ابتداء لأيّامه ولا انقضاء لسنيه ، وقد ضرب مثلا للمسيح في نبوة داود حيث قال أنت الكاهن إلى الأبد بهيئة ملكيزدق ، وعلى تلك القلّة التي فيها قبر آدم صلب المسيح ، كذا في مختصر الدول.
قال في العزيزيّ : وبيت المقدس بناه سليمان بن داود عليه السلام وبقي حتّى خربه بخت نصّر ، ثم بناه بعض الملوك الفرس (٥) وبقى حتّى خربه طيطوس ملك (٦)
__________________
(١) الأنس الجليل ١ : ٦ ـ
(٢) في (ر): «ملكبروت».
(٣) في (س): «فغاص فيهما».
(٤) في (س): «قلوس» وفي (ب) و (ر): «فولوس».
(٥) في (س) و (ر): «القدس».
(٦) وردت في جميع النسخ : «من ملك».