تحت ثمّ نون ، وفي القاموس (١) : قسطنطينية بزيادة ياء مشدّدة وقد تضمّ الطاء الأولى منهما ، دار ملك الرّوم. وفتحها من أشراط السّاعة ، وتسمّى بالرّوميّة بوزنطيا انتهى ، وهي مدينة من السادس وهي قاعدة الرّوم. قال في العزيزيّ : وارتفاع سور القسطنطينية أحد وعشرون ذراعا ، ولها أربعة عشر معاملة ، والخليج يطوف بقسطنطينية من شرقيها وشماليها وأمّا جانباه الغربيّ والجنوبي ففي البرّ ، ولها في هذين الجانبين نحو مائة باب.
وحكى لي بعض من سافر إليها قال : سورها كبير وكنيستها مستطيلة ودار الملك تسمّى بلاط (٢) الملك ، وليست قريبة من الكنيسة وداخل سورها مزدرع ، وبالمدينة خراب كثير ، وأكثر عمارتها [١٧٤ ب] بالجانب الشّرقي الشّمالي ، وإلى جانب الكنيسة عمود عال ودوره أكثر من ثلاث باعات وعلى رأسه فارس وفرس من نحاس ، وفي إحدى يدي الفارس كرة وقد فتح أصابع يده الأخرى وهو يشير بها ، قيل : إنّ ذلك صورة قسطنطين [باني هذه المدينة ، قال ابن سعيد (٣) : بناها قسطنطين](٤) واضع دين النصرانيّة ، وبينها وبين سنوب نحو ستة أيّام في البرّ (٥). في الرسم والقانون والأطوال وابن سعيد : طولها مط عرضها مه.
يقول العبد الضعيف : الأوصاف والأخبار التي ذكرها المؤلف لقسطنطينية هي التي في زمانه ؛ وأمّا [الذي](٦) في زماننا فليس فيها خراب أصلا بل كلها معمور ، والعمود الذي ذكره كان قد انهدم قبل زماننا ولم نره أصلا ، ورأيت في
__________________
(١) الفيروزآبادي ٨٨١.
(٢) في الأصل : «بلاد».
(٣) كتاب الجغرافيا ١٨٤.
(٤) ساقط من الأصل.
(٥) في الأصل : «البرّ الشرقيّ».
(٦) زيادة من (س) و (ر).